Ebu Müslim Horasani

Curci Zeydan d. 1331 AH
200

Ebu Müslim Horasani

أبو مسلم الخراساني

Türler

قال: «كما ترى أنت يا أمير المؤمنين؛ فإني أرى في بقائه خطرا عليك وعلى دولتك، ولا تعبأ بما جاء في كتابه من عبارات الاعتذار؛ فإنه يلقي التبعة على أخيك الإمام - رحمه الله - أو هي حيلة يحتالها عليك ريثما يتمكن منك فيقاتلك، وتندم حيث لا ينفع الندم، وكأنني فهمت من كلامك أنك إذا قبضت على أبي مسلم تنوي استبقاءه محبوسا، وقد قلت لك إن بقاءه خطر عليك وعلى دولتك؛ لأن الرجل لا تقتصر مطامعه على ولاية خراسان، وإنما هو طامع في الخلافة.»

فضحك المنصور وقال وهو يظهر الاستخفاف: «لا أظنه يبلغ به جنونه إلى هذا الحد؛ لعلمه أن نسبه أقصر من أن يتطاول إلى هذا المنصب، وهو مولى أعجمي، والخلافة لا تكون في غير قريش.»

قال: «أتوسل إلى مولاي أمير المؤمنين إذا قلت قولا ألا يكذبني لأني لا أقول شيئا من عند نفسي، فأبو مسلم طامع في الخلافة، ولم يغفل عن حصرها في قريش؛ ولذلك فهو ينتحل لنفسه نسبا فيهم، فيزعم أنه من نسل سليط بن عبد الله بن العباس جدكم.»

فلما سمع المنصور قوله وثب من مكانه وثوب الأسد، وقد غلب عليه الغضب، ولم يتمالك أن قال: «يا للجرأة والوقاحة! صدقت. يظهر أنه طامع في الخلافة، وهو يستخف بي؛ فقد كتب إلي يخطب عمتي، وجعل اسمه في ذلك الكتاب قبل اسمي؛ فبقاؤه حجر عثرة في طريق دولتنا ولا بد من قتله، ولكنني قد يئست من استقدامه بالحسنى، وهو مقيم في حلوان، وينوي الانتقال إلى خراسان.»

قال: «أهديك إلى وسيلة لاستقدامه على أهون سبيل؛ ذلك أن تكتب إليه كتابا مع رجل لين اللسان يخاطبه بلطف، ويرغبه في الحضور إليك، ويؤكد له حسن قصدك، وأنك تنوي ترقيته وجعله وزيرا لك، وتوصي رسولك إذا لم يفلح منه بالحسنى أن يهدده بأنك ستحمل عليه حالا وهو بحلوان بعيدا عن رجاله الخراسانيين.»

فقطع المنصور كلامه قائلا: «هذا الذي كنت عازما عليه.»

فقال صالح: «بقي عندي رأي؛ وهو أن تستكتب حاييم اليهودي كتابا إلى أبي مسلم يختمه بخاتمه يدعوه فيه إلى المجيء ويطمئنه، ويؤكد له حسن قصدك، وأنك تنوي ترقيته. اكتب أنت ما تراه من هذا القبيل على لسان هذا اليهودي إلى أبي مسلم، وأحضر الرجل واجعله يختم عليه بخاتمه - وسترى اسمه على خاتمه «إبراهيم»، فلا تستغرب؛ لأن هذا هو اسمه الحقيقي - وتبعث هذا الكتاب مع رسول آخر يدفعه إلى أبي مسلم على حدة كأنه مرسل من صاحبه هذا. وبعد أن تدبر هذا التدبير انتقل إلى بلد آخر، وابق جندك الخراسانيين هنا، وأوص رسولك أن يأتي بأبي مسلم إلى ذلك البلد، فإذا سار إليك أسرع في قتله، واحذر أن تبقي عليه. هذه وصيتي، وليست هي من عندي، وإنما أقول ما يلقى إلي!»

قال: «حسنا، ولكن لا بد من ذهابك معي؛ فقد أصبحت لا أستغني عنك.»

قال: «سمعا وطاعة، ولكنك تأذن لي أن أعرج في أثناء ذهابي إلى مكان مبارك لي فيه نذر، ثم آتيك إلى حيث شئت.»

قال المنصور: «لا بأس من ذهابك. وما رأيك في المكان الذي سأنتقل إليه؟»

Bilinmeyen sayfa