وسواء جلس كاتبا أو مشى صامتا فهو «غرض الإكالة»، يداعبه القراء الملازمون والنساخون المأجورون وكبار الموظفين وصغارهم، ويتجاذب أطرافه الأساتذة أحمد محفوظ ورامي والهراوي ونسيم وعبد الله حبيب والشيخ زين والعم عبد الرسول والمدير برادة بك، ويعطفون عليه حينا ويجرون شكله حينا آخر.
وقد عني الأستاذ عبد الله حبيب بتصوير «البرنس» صورة شائقة بديعة في كتابه «المغفل ... وقصص أخرى»، فقال: ... قصير القامة، غليظ البطن، واسع العينين، يرتدي الجبة والقفطان والطربوش.
تراه في خطواته البطيئة ومشيته المتهالكة يتمتم ببعض الأدعية والأوراد.
ثم تراه أمام الضريح الزينبي يمسك بيده قلمه الرصاص القصير، ويكتب على ورقة صغيرة أبياتا من الشعر يبين فيها السبب الذي جاء من أجله:
لصبحي بك مسألة
سألتك أن تحليها
غدا يشري فدادينا
فهيا باركي فيها
وهو بعد قليل أمام ضريح الإمام الحنفي يكتب له أبياتا أخرى، ويضعها عند مقامه من أجل مسألة أخرى.
ثم يعود إلى أصحاب الحاجات فيبلغهم أنه أوصل رسالتهم إلى الأولياء، وأنهم سيرون بعد أيام نفحات الإمام الحنفي والسيدة زينب والسيدة نفيسة. ... والبرنس شاعر، ولكنه ليس شاعرا متواضعا يعرف حقيقة منزلته بين الشعراء.
Bilinmeyen sayfa