م ويظلم حيا ولا ينتصر
وقول اليهود إله يحب
رشاش الدماء وريح القتر
2
وقوم أتوا من أقاصيى البلاد
لرمي الجمار ولثم الحجر
فوا عجبا من مقالاتهم
أيعمى عن الحق كل البشر؟!
ولاح على الرجل أنه منطلق في تحيته إلى غير نهاية؛ فلم يمهله أبو العلاء حتى يأتي على شواهده وأمثاله ويستطرد إلى نتائجه وغاياته. ومال إلى تلميذه ورسوله يقول وكأنه يساره: أين يذهب عن هذا الثرثارة قولي: «وغسل الوجوه ببول البقر» أليس لأهل الهند فيه نصيب؟ ثم قاطع الصحفي الخطيب قائلا: ماذا تعني بساميين وآريين وأهل شمال وأهل جنوب؟
فأسرع التلميذ يجيبه قبل إجابة الصحفي: «إنهم يا مولاي يعتقدون اليوم في بلاد الجرمان أن البشر جنسان: جنس مخلوق للسيادة والحكم، وجنس مخلوق للطاعة والتسخير. وإن أهل السيادة منبتهم في الشمال ثم انحدروا منه إلى الهند، فهم المعروفون بالهنديين الآريين، وأن أهل الطاعة والتسخير منبتهم في الجنوب فهم الساميون أبناء سام أو الحاميون أبناء حام، ومن شاكلهم في السحنة والسواد، وأنه ما من نابغ عظيم إلا وهو مردود إلى أهل الشمال في معدنه وعنصره القريب، وإن ظهر بين أبناء الجنوب. ولعل شبهتهم في انتمائك إلى الشماليين يا مولاي، إنك مولود على مدرجة الصقالبة والروم ...»
Bilinmeyen sayfa