الخفاف: الخفيف، وسحيم: عبد بني الحسحاس، كان أسود. وأراد بخفاف: خفاف بن ندبة
2
أحد غربان العرب وشعرائها، يعني كأن هذا الغراب شاعر أسود كهذين الشاعرين، ينعى لنا الشريف بنعيبه، ويرثيه بقصيدة قافية؛ لأنه يقول في نعيبه: غاق غاق. وهذه القصيدة بنيت على الإيطاء؛ لأنه يردد هذه الكلمة في قوافيها، إلا أنها سالمة من الإقواء، وهو الاختلاف بين القوافي بالرفع والجر؛ ومن الإكفاء، وهو المخالفة بينها بالحروف؛ ومن الإصراف، وهو الإقواء بالنصب.
وممن صحب أبا العلاء وأخذ عنه وهو ببغداد القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي المتقدم ذكره، وكانت بينهما رابطة اتحاد. وحمل إليه مرة جزءا من أشعار تنوخ في الجاهلية، مما كان جمعه والده أبو علي المحسن، فلما تعجل أبو العلاء الرحيل عن بغداد تركه عند أبي أحمد عبد السلام، وسأله رده إلى أبي القاسم، وسار عن بغداد، فخشي أن يكون أغفله، فكتب يخاطب أبا القاسم بقصيدة ضمنها أغراضا، يقول فيها:
أهدي السلام إلى عبد السلام فما
يزال قلبي إليه الدهر ملفوتا
سألته قبل يوم السير مبعثه
إليك ديوان تيم اللات ماليتا
3
هذا لتعلم أني ما نهضت إلى
Bilinmeyen sayfa