معذرة يا برنار، معذرة، إن المحب مفقود الحجا، أصفح عني، يدك أقبلها (يتناولها بشدة ويقبلها ثم يأخذ ينظر إليه ضارعا) .
برنار (ينظر إليه في أثناء ذلك صامتا) :
انهض انهض. إنك لأبله، أتظن أنك تستطيع أن تخفيها عن عيون بيبرس وهو موعود بها، وقد علم بأمرها كما أخبرتني، بل ألم تخبرهم أنت بذلك يا أبله، لماذا فعلت ذلك؟ أليس هذا لأن ميزان عقلك قد خرب منذ زمان بعيد؟ لماذا خبرتهم؟ أية فائدة لك من هذا الإخبار؟ ما خطبك؟ قم قم. لا تحزن إني أعدك بها. سأحادث دارتوا في شأنها، ولكن لا تسألني عما سأفعل (هنا تبزغ الشمس ويرى سهمها على الصفصافة) .
هبة :
شكرا لك شكرا (يقبل يده)
لا تذكر إلا الخير (يجلس بجواره مطرقا) . (وإذا بصفية أخت شجرة الدر تخطت عتبة باب العزبة وانحدرت إلى اليمين، فإذا رآها برنار قام إليها مذعورا وأمسك بثيابها فسلت ثيابها عنه). (أما ملابسها فقباء على شكل «بالطو» من الحرير الأحمر، وقفطان من الحرير المعروف بالقطنية «الكمخا»، وعلى القباء برنس من الجوخ وعلى رأسها لفة صغيرة من الحرير الملون، وهي فتاة في العشرين من عمرها بيضاء الوجه نحيفة الجسم حلوة الطلعة متناسبة الأعضاء ذات عينين قويتي النظرة، وخد ممتلئ على صغر في الوجه).
برنار :
الأميرة صفية! أين تذهبين يا ابنتي؟
هبة :
صفية! (يتلثم على الفور بشاش عمامته ويضع يده على صدره ثم ينهض وينحدر إلى اليسار) .
Bilinmeyen sayfa