أبكار الأفكار في أصول الدين

Saif al-Din al-Amidi d. 631 AH
50

أبكار الأفكار في أصول الدين

أبكار الأفكار في أصول الدين

Türler

** وأما النظر :

فهو مضاد للعلم بالمنظور فيه ؛ لأن النظر لتحصيل / العلم بالمنظور فيه (1)، وذلك يستدعى عدم العلم بالمنظور فيه ؛ فإن طلب تحصيل الحاصل محال. ومن حصل له العلم بالمنظور فيه بعد تمام نظره ، وأخذ في ضرب أخر من النظر مع علمه بالمنظور فيه ، فليس مطلوبه (2) العلم بالمنظور فيه ؛ إذ هو حاصل (3)، وتحصيل الحاصل محال ؛ بل مطلوبه كون المنظور فيه دليلا ، وذلك لا يجامع النظر فيه.

وإن كان ذلك لتحصيل ما حصل بالنظر الأول ؛ فلا يتصور ذلك إلا مع الذهول عنه.

** وأما الموت (4):

فقد اختلف فيه قول أبى هاشم :

فقال تارة : إنه عبارة عن انتقاض البنية المشروطة في الحياة.

وعلى هذا : فلا يكون الموت عنده (5) ضد للحياة (5)، وإن زالت به الحياة.

وقال تارة : إنه معنى مضاد للحياة.

وتردد بينهما في قول آخر.

وعلى كل تقدير ، فلا يكون الموت ضدا (6) للعلم (6)؛ بل مزيلا لشرطه على القول الأول ، ومضادا لشرطه على القول الثانى.

وقال أصحابنا : الموت معنى (7) مضاد للعلم (7).

أما أنه معنى : فيدل عليه ما يدل على باقى الأعراض ، كما سنبينه بعد (8).

وأما أنه ضد للعلم : فلاستحالة الجمع بينهما ، ولا معنى لكونه ضدا إلا هذا ، وسواء كان استحالة الجمع بواسطة انتفاء الحياة ، أو لم يكن. ولا معنى للنزاع في العبارة.

Sayfa 119