آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة

Sa'id bin Wahf al-Qahtani d. 1440 AH
3

آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة

آفات اللسان في ضوء الكتاب والسنة

Yayıncı

مطبعة سفير

Baskı Numarası

التاسعة

Yayın Yılı

١٤٣١ هـ

Yayın Yeri

الرياض

Türler

المنكر، ونصر المظلوم كان هذا هو المطلوب من كل مسلم، وكان هذا شكرًا لله على هذه النعمة. وإن استخدم في طاعة الشيطان، وتفريق جماعة المسلمين، والكذب وقول الزور، والغيبة والنميمة، وانتهاك أعراض المسلمين، وغير ذلك مما حرمه الله ورسوله. كان هذا هو المُحَرَّمُ على كل مسلم فعله، وكان كفرانًا لهذه النعمة العظيمة. وفي اللسان آفتان عظيمتان: ١ - آفة الكلام بالباطل. ٢ - آفة السكوت عن الحق. فالساكتُ عن الحق شيطانٌ أخرس، عاصٍ لله، مراءٍ، مداهنٌ، إذا لم يخف على نفسه القتل ونحوه، والمتكلم بالباطل شيطان ناطق، عاصٍ لله، وأكثر البشر منحرف في كلامه وسكوته بين هذين النوعين. وأهل الوسط كفّوا ألسنتهم عن الباطل، وأطلقوها فيما يعود عليهم نفعُه (١). وآفات اللسان من أخطر الآفات على الإنسان؛ لأن الإنسان يهون عليه التحفظ، والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المُحَرَّمِ، وغير ذلك من المحرمات، ويصعب عليه التحفظ والاحتراز من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يشار إليه: بالدِّين، والزهد، والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله، لا يلقي لها بالًا، يهوي في النار بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق

(١) انظر: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم رحمه الله تعالى، ص ٢٨١.

1 / 4