A Vision of an Islamic Commonwealth
فكرة كمنويلث إسلامي
Yayıncı
دار الفكر المعاصر بيروت-لبنان / دار الفكر دمشق
Baskı Numarası
إعادة الطبعة الثانية ١٤٣١هـ = ٢٠٠٠م
Yayın Yılı
ط١
Yayın Yeri
سورية
Türler
التي تشير لديه إلى الاتجاه الذي يتعين على العمل أن يَتمَّ في منحاه. وحساب (الأفكار) هذا، يرتكز من ناحية على القيمة (الصُّلْبِيَّة) للفكرة، وعلى قواعد (علم ردود الأَفعال البافلوفي) من ناحية أخرى.
فالفكرة (ف) لها قيمة معطاة هي (ك) مثلًا، وهذا الفرض يمكن أن يكتب كما هي الحال في علم الجبر: ف = ك، وهذه العلاقة تعبر عن القيمة الرياضية للفكرة. ولكن إذا كانت القيمة العددية في الرياضة يمكن أن تزداد بجمعها إلى أخرى، فإن القيمة المفاهيمية تنقص عمومًا بمجرد ما نضيف لها أي قيمة أخرى، حتى ولو كان حدًّا إيجابيًا: ت>س (أكبر من) صفر، مثلًا؛ فأنا إذا أضفت هذا الحدّ مثلًا إلى العلاقة السالفة يكون لدي ف١ = ك + ت، ويكون لدي الإحساس بأني زدت في القيمة الرياضية لِـ: ف، ولكن ليس أقل من ذلك يقينًا: فالحد: ت يمكن أن يُنقص تمامًا من قيمة الفكرة، ولا يزيد فيها كفكرة .. ولكي نفهم ذلك نأخذ حالة محسوسة وجد بسيطة، وإن كانت قد تكون غير معبرة بطريقة كافية: فكرة = ماء، لنضف إلى هذه المعادلة حدًّا إيجابيًا: فنقول: فكرة جديدة = ماء عذب؛ والمعلوم أن قيمة (الماء) باعتبارها تعبيرًا رياضيًا عن فكرة معينة، أهم من (الماء العذب) لأنها أكثر (عمومًا). وحتى لو أن المثال مفرط في التبسيط، فإنه يوضح مع ذلك أن قيمة فكرة معينة، يمكن أن تنقص حتى بإضافة حدّ إيجابي لها، وإذا كان التدليل صحيحًا بالنسبة إلى الحد الإيجابي، فحري به أن يكون كذلك بالنسبة إلى حدّ سلبي.
والآن فلنطبق هذا التخطيط المبسَّط على تصميم المعركة المفاهيمية، فالاستعمار يمتلك كما قلنا جهازًا من المراقب التي تستكشف الأفكار، كما يمتلك منهجًا يتيح له تبديل قيمة فكرة ما، بالإضافة أو الحذف لحدّ من حدودها، وهذا المنهج يطبق قانون ردود الفعل الشرطية الذي اكتشفه (بافلوف)، مستعملًا ما يمكن أن نطلق عليه (المرآة الْمُعَطِّلة) ذات الآلية المبسَّطة؛ فهذه
1 / 56