A Ray from the Altar
شعاع من المحراب
Yayıncı
دار المغني للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م
Yayın Yeri
الرياض - المملكة العربية السعودية
Türler
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين وفق من شاء لسلوك صراطه المستقيم، وأغنى من استغنى به عن الخلق أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيده الخير كله، وعنده مفاتح الغيبة لا يعلمها إلا هو، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى سائر المرسلين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن الصحابة أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إخوة الإسلام إذا علمتم معنى التوكل ومنهج الأنبياء فيه، والمظاهر السلبية لعدم التوكل، والآثار السيئة لعدم التوكل على الله، فمن حقكم أن تعلموا أثر التوكل على الله، ومآثره الجليلة في حياة الإنسان.
فالتوكل على الله يكسب صاحبه قوة وشجاعة تهون في سبيلها قوة الخلق ومكائدهم مهما كانت، وكلما قل قدر المرء من التوكل زاد نصيبه من الضعف والخور، ولاحقته الهموم وسيطرت عليه الأوهام ومن يتوكل على الله فهو حسبه ويورث التوكل صاحبه حفظًا وحمايةً له من الله وقت الشدائد والأزمات فهذا الخليل ﵇ حين ألقي في النار تجلله التقوى ويحميه التوكل على الله من الاحتراق، وزاده في هذه اللحظات الحرجة ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾ وهذا محمد ﷺ وأصحابه في حمراء الأسد يدفع الله عنهم الوهن، ويقذف في قلوب أعدائهم الرعب حين قالوا: ﴿حسبنا الله ونعم الوكيل﴾ ﴿الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل﴾.
روى البخاري والنسائي عن ابن عباس ﵄ قال: حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم ﷺ حين ألقي في النار، وقالها محمد ﷺ حين قالوا: ﴿له إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانًا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل﴾.
1 / 49