188

A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن

Yayıncı

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Yayın Yeri

عمان

Türler

الله سببًا في تمكينه في الأرض، وقوله: ﴿وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾ أوجز قصَّته وهو عزيز مصر، وكيف جعل الله الملك سببًا في اجتماع الشَّمل، وقوله: ﴿إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١٠٠)﴾ عين التَّوحيد الَّذي تدور حوله القصَّة، فبلطف الله عصم إخوته من قتله، وبلطفه عصم يوسف من امرأة العزيز، وبلطفه صار عزيز مصر، وبلطفه جمع بينه وبين يعقوب، وبلطفه سَبَقَت الأخوَّةُ الجَفْوَة، وبلطفه كلُّ عُسْرٍ إلى يُسْرٍ، وبلطفه كلُّ شِدَّة إلى فرج. الأوصاف الَّتي اشتهر بها يُوسُفُ - ﵇ - ـ اشتهر بعض الأنبياء بأوصاف، فقد اشتهر إبراهيم - ﵇ - بالخليل، واشتهر موسى - ﵇ - بالكليم، واشتهر النَّبيُّ - ﷺ - بالصَّادق الأمين، واشتهر يُوسُفُ - ﵇ - بأوصاف كثيرة، وقد جاءت في غير مكان، وعلى غير لسان، فعلى لسان النَّبِيِّ - ﷺ - وُصِفَ بالكريم، قال - ﷺ ـ: " الكَريمُ ابنُ الكَريمِ ابنِ الكَريمِ ابنِ الكَريمِ، يُوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ ﵈ " (^١) وقَالَ - ﷺ ـ: "فأكْرَمُ النَّاس يُوسُفُ نَبِيُّ الله ابنِ نبِيِّ الله ابن خَليلِ الله ... " (^٢). والمراد أنَّه أكرم النَّاس من جهة النَّسب، ولا يلزم من ذلك أن يكونَ أكرمَ من غيره مطلقًا. وَوصِفَ بالصِّدِّيق وغلبت عليه هذه الصِّفة، فعلى لسان الشَّاهد: ﴿وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧)﴾، وعلى لسان السَّاقي: ﴿يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ ... (٤٦)﴾، وعلى لسان امرأة العزيز: ﴿أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (٥١)﴾ ووصف بالإحسان في غير مكان، فقد وصفه الله بهذا الوصف، فقال: ﴿وَلَمَّا

(^١) البخاري " صحيح البخاري " (م ٢/ج ٤/ص ١٢١) كتاب بدء الخلق. (^٢) المرجع السَّابق.

1 / 194