A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran
غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن
Yayıncı
دار الفاروق للنشر والتوزيع
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Yayın Yeri
عمان
Türler
براءته وصدقه، كما أفصح عنه قوله تعالى: ﴿ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (٣٥)﴾ يذكِّر في تمادي المشركين في غيِّهم في حقِّ النَّبيِّ - ﷺ ـ، مع رؤيتهم الآيات الدَّالة على صدقه - ﷺ - كما أفصح عنه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (١٣) وَإِذَا رَأَوْا ... آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (١٤)﴾ [الصّافات].
ومن التَّشابه بين واقع يوُسُفَ - ﵇ - وواقع النَّبيِّ - ﷺ ـ، أنَّ الله تعالى مكَّن للنَّبِيِّ - ﷺ - بأرض المدينة كما مكَّن ليُوسُفَ بأرض مصر:
تَلْقَى بكل بلادٍ إن حَلَلْتَ بها ... أهلًا بأهلٍ وجيرانًا بجيران
ومن التَّشابه أنَّ الله تعالى جمع بين النَّبِيِّ - ﷺ - وأهل مكَّة بعد غربة وعناء، كما جمع بين يوُسُفَ - ﵇ - وأهله بعد غربة وشتات، وعفو النَّبيِّ - ﷺ - عن أهل مكَّة، يشبه عفو يُوسُفَ - ﵇ - عن إخوته.
فإذا كان للنَّبِيِّ - ﷺ - في الأنبياء ما يثبِّت به فؤاده، أفلا يكون لنا في النَّبِيِّ - ﷺ - خاصة وفي الأنبياء عامة ما نثبِّت به الأفئدة، ونطمئن به النُّفوس، ونصلح ما في الصُّدور؟!
من أوجه التَّناسُب بين سُورة يُوسُفَ وما قبلها وما بعدها
من أوجه الشَّبه والتَّناسق بين سُورَة يُوسُفَ وسُورة هود التي سبقتها، أنَّ سُورةَ هود ذُكِرتْ فيها قصَّة إبراهيم - ﵇ - وقد بُشِّرَ فيها بإسحاق ومن ورائه يعقوب، فبعد أن ذكر الله تعالى قصَّة إبراهيم مع الملائكة، قال: ﴿وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (٧١)﴾ [هود] ونحن نعلم أنَّ سُورة يُوسُفَ تدور حول يعقوب وأبنائه الَّذين هم أحفاد إبراهيم - ﵇ ـ.
ومن أوجه وضع سورة يُوسُفَ بعد سُورة هود أنَّ سورة هود تضَمَّنت على مجموعة من قَصَصِ الأنبياء ابتداءً بقصَّة نوح، ثم هود، ثم صالح، ثم إبراهيم، ثم
1 / 19