A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

Ahmad Mahmoud Al-Shawabkeh d. Unknown
115

A Glimpse of the Eloquence in Surah Yusuf in the Quran

غرر البيان من سورة يوسف ﵇ في القرآن

Yayıncı

دار الفاروق للنشر والتوزيع

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Yayın Yeri

عمان

Türler

فإنَّ الله تعالى يتوب على مَن تاب ويغفر الذُّنوب جميعًا. ونراها أقلعت عن سابق عهدها، وعادت إلى الفضيلة، وهذا من نعمة الله تعالى عليها، فسبحان القائل: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (٨)﴾ [الشَّمس]، وهكذا يتجلَّى العنصر الإنساني في القصَّة بوضوح. آخِرُ كلمة قالتها امرأةُ العزيز آخرُ كلمة تكلَّم بها عزيز مصر هي قوله لامرأته: ﴿وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (٢٩)﴾، وآخر كلمة تكلَّمت بها امرأته قولها ﴿إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (٥٣)﴾؛ إيذانًا بطمعها فيهما. العَارُ خَالِدٌ كانت امرأةُ العزيز بما فعلت سابقًا قد سوَّدت صفحات أعمالها وكتبت بالسَّوادِ ذكريات أيامها الخالدة، لكنَّها عادت وتابت لتسجِّلَ صفحةً مشرقةً مضيئةً في حياتها. ومع هذا؛ فالعار دائم، والسُّبةُ خالدة، والقرآن يقصُّ علينا هذه الحادثة ليعتبرَ بذلك المعتبرون والمعتبرات، فيأخذوا حذرهم، ولكن؛ ما أكثر العبر! وما أقلَّ المعتبرين! طَلَبُ الملك ليُوسُفَ ثانية لمَّا تحقَّق الملكُ من براءة يُوسُفَ، ووقف على صحَّة عفَّتِه، وعرف علمه، وعلم صبره؛ ازداد شعورًا بالانعطاف إليه، فقال: ﴿ائْتُونِي بِهِ ... أَسْتَخْلِصْهُ ... لِنَفْسِي﴾ أي ائتوني بيُوسُفَ سراعًا أجعله من خاصَّتي وأهل مشورتي. فَآبَ الرَّسولُ إلى يُوسُفَ، وأنبأه بما كان من أمر براءته، وأنَّ الملك يكرِّرُ طلبَه

1 / 120