ـ[وقفات مع كتاب المراجعات]ـ
لفضيلة الشيخ: عثمان الخميس
[خمس محاضرات مفرغة]
تمت المراجعة والتصحيح اللغوي من قبل إدارة موقع المنهج (الموقع الرسمي للشيخ عثمان الخميس حفظه الله)
www.almanhaj.net
الشريط الأول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته أجمعين، أما بعد.. فكما ترون من العنوان في أعلى هذه الغرفة (وقفات مع كتاب المراجعات) إن كتاب المراجعات يعتبر من أهم كتب الشيعة الدعائية وذلك أن عندهم كتبا دعائية لا تمثل مذهبهم ولا يعتقدوتها ولكنها دعائية يستخدمونها للدعاية للمذهب، وهذا الكتاب لعله أشهر هذه الكتب، بل إن الشيعة - حسب علمي - يتسابقون على طبع هذا الكتاب وتوزيعه في كل مكان.. وأبدأ به قبل غيره - لأنه في النية إن شاء الله تعالى أن يستمر الحوار حول هذه الكتب وأستعرض قريبا من اثني عشر كتابا، وهذا الكتاب أبدأ به لشهرته وكثرة الناقلين عنه ممن سوف يأتي دورهم بعده، وقد شحن المؤلف وهو عبد الحسين شرف الدين الموسوي كتابه هذا بالأكاذيب والادعاءات والتمويهات كما هي العادة عند من يؤلف عندهم عن أهل السنة. وقال محقق الكتاب في مقدمة التحقيق ما نصه: " إن كتاب المراجعات للإمام شرف الدين هو من أشهر الكتب التي بحثت بعض الاختلافات في الأمة الاسلامية بحثا موضوعيا علميا.. " هكذا قال.
الشريط الأول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحابته أجمعين، أما بعد.. فكما ترون من العنوان في أعلى هذه الغرفة (وقفات مع كتاب المراجعات) إن كتاب المراجعات يعتبر من أهم كتب الشيعة الدعائية وذلك أن عندهم كتبا دعائية لا تمثل مذهبهم ولا يعتقدوتها ولكنها دعائية يستخدمونها للدعاية للمذهب، وهذا الكتاب لعله أشهر هذه الكتب، بل إن الشيعة - حسب علمي - يتسابقون على طبع هذا الكتاب وتوزيعه في كل مكان.. وأبدأ به قبل غيره - لأنه في النية إن شاء الله تعالى أن يستمر الحوار حول هذه الكتب وأستعرض قريبا من اثني عشر كتابا، وهذا الكتاب أبدأ به لشهرته وكثرة الناقلين عنه ممن سوف يأتي دورهم بعده، وقد شحن المؤلف وهو عبد الحسين شرف الدين الموسوي كتابه هذا بالأكاذيب والادعاءات والتمويهات كما هي العادة عند من يؤلف عندهم عن أهل السنة. وقال محقق الكتاب في مقدمة التحقيق ما نصه: " إن كتاب المراجعات للإمام شرف الدين هو من أشهر الكتب التي بحثت بعض الاختلافات في الأمة الاسلامية بحثا موضوعيا علميا.. " هكذا قال.
1 / 1
والآن أشرع بإذن الله ﵎ ببيان الكذب الذي انطوى عليه هذا الكتاب، وفي الحقيقة لن أفصل كثيرا في الردود بقدر تفصيلي في بيان الأكاذيب وإن يسر الله ﵎ وكان في العمر مدة أيضا نفصل بحول الله في الردود، وسألتزم بنص كلامه وقد أشرك المحقق أحيانا لأنه لا يخلو من أن يكذب وسأنبه إن شاء الله تعالى بين كلامه وبين كلام المؤلف.
ولكن قبل هذا أقدم بمقدمة عن الكذب:
- يقول الإمام ابن القيم ﵀: بالصدق تميز أهل الإيمان عن أهل النفاق، وسكان الجنان من أهل النيران، وهو سيف الله في أرضه الذي ما وضع على شيء إلا قطعه، ولا واجه باطلا إلا أرداه وصرعه، من صال به لم ترد صولته، ومن قال به علت على الخصوم كلمته، ودرجته تالية لدرجة النبوة التي هي أرفع درجات العالمين. (مدارج السالكين ص)
- وقال كذلك - رحمه الله تعالى -: وقسم الله الناس إلى صادق ومنافق فقال: " ليجزي الله الصادقين بصدقهم، ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم.
(مدارج السالكين)
- وقال أيضا: والإيمان أساسه الصدق، والنفاق أساسه الكذب، فلا يجتمع كذب وإيمان إلا وأحدهما محارب للآخر.
* وقال رسول الله ﷺ: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا» (١) .
وصدق الشاعر حين قال:
لا يكذب المرء إلا من مهانته أو عادة السوء أو من قلة الأدب
لجيفة الكلب عندي خير رائحة من كذبة المرء في جد وفي لعب
- وقال أشهب: سئل الإمام مالك عن الرافضة فقال: لا تكلمهم ولا تروي عنهم فإنهم يكذبون.
- وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: لم أرى أشهد بالزور من الرافضة.
_________
(١) متفق عليه، انظر اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (٢/١٩٨) .
1 / 2
- وقال يزيد بن هارون: يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون.
وقال شريك القاضي: احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا.
وقال ابن تيمية: الرافضة بهائم فلا النقل يصدقون ولا الصدق يقبلون.
هذه أقوال أهل السنة فيهم وبيان كثرة الكذب عندهم، ولقائل أن يقول هذه الأقوال لا تقبل للعداء المعروف بين الشيعة والسنة فلذلك ننقل من كتبهم:
- قال جعفر الصادق ﵀ ورضي عنه -: " رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغِّضنا إليهم؛ أما والله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا به أعز وما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء؛ ولكن أحدهم يسمع الكلمة فيحط عليها عشرا". روضة الكافي ص ١٩٢
- وقال أيضا ﵀ ورضي عنه -: " إن من ينتحل هذا الأمر لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ". رجال الكشي ص ٢٥٢
وهذا الكلام قاله عن زرارة بن أعين أعظم رواة الشيعة على الاطلاق!!
- وقال أيضا رحمه الله تعالى: " لو قام قائمنا لبدأ بكذابي الشيعة فقتلهم ". رجال الكشي ٢٥٣
- وقال أيضا:" ما أنزل الله من آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع ". رجال الكشي ص ١٥٤
- وقال أيضا: " إن ممن ينتحل هذا الأمر ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه ". الروضة من الكافي ص ٢١٢
- وقال محمد الباقر – ﵀ ورضي عنه -: " لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا والربع الآخر أحمق ". رجال الكشي ص ١٧٩
وقال محمد باقر البهبودي: " ومن الأسف أننا نجد هذه الأحاديث – يعني الضعيفة والكذوبة – في روايات الشيعة أكثر من روايات أهل السنة. (مقدمة صحيح الكافي) .
وهذا الحديث ... موجه لكل سني وموجه كذلك لكل شيعي.
أوجهه لكل سني حتى تطمئن نفسه ويعلم أنه على حق، ويعلم أن صاحب الحق لا يكذب أبدا ولا يدلس ولا يماري.
1 / 3
أوجهه كذلك لكل شيعي حتى يعلم كذلك أين الحق، وحتى يعلم كذلك أنه لا يمكن أبدا علمائه على حق وهم كذلك في نفس الوقت يكذبون (١) .
أيها الشيعي! إن صاحب الحق لا يحتاج إلى الكذب لبيان حقه وإقناع الناس به، وخير مثال على هذا سيرة نبينا وسيدنا ومولانا وحبيبنا محمد – ﷺ فإنه لم يؤثر عنه كذب قط، وصاحب الباطل دائما يكذب ليموه ويدلس ويخفي باطله بأكاذيب منمقة مرتبة وهذا واقع كل من قرأت لهم من علماء الشيعة الذين صنفوا كتبا يناقشون فيها الصراع بين الشيعة والسنة والخلاف بينهما، وللأسف أيضا هذا ديدن كل من ناقشتهم من علماء الشيعة، كلهم كانوا يكذبون وللأسف وأنا أذكر أسمائهم الآن – أعني الذين ناقشتهم – وبعد ذلك أنظر هل يوجد غيرهم.
من الذين ناقشتهم وهم يكذبون: الدكتور عصام العماد وكذلك الكوراني كذب على مع أني طلبت أن أذكر هذا الكذب فلم يسمح لي أن أدخل غرفتهم لأبين ما كذب علي في ذلك، وكذلك إمام عندنا في الكويت يقال له الدماوندي، وآخر اسمه عبد الله فيروز، وآخر اسمه حسين المعتوق، وثالث اسمه علي الصالح أبو عبد الوهاب وغيرهم ممن لم أعرف أسمائهم ممن ناقشوني وكانوا يكذبون، وهذا عدى من يكتبون في الكتب وأيضا أجدهم يكذبون كمثل أمير القزويني في كتابه " نقد الصواعق المحرقة " أو الموسوي في كتابه " المراجعات " كما سيأتي أو الأنطاكي في كتاب " لماذا اخترت مذهب الشيعة " أوغيرهم كالتيجاني وغيره ممن سيأتي ذكرهم إن يسر الله تعالى لنا هذه الجلسات.
الحقيقة أني تتبعت كتب الشيعة التي تتكلم عن السنة فوجدت الكذب عنهم كثير ولذلك قررت أن أبدأ بمناقشة هذه الأكاذيب ومناقشة ما فيها من الباطل.
أولا: بالنسبة لكتاب المراجعات:
_________
(١) أي غرفة المحادثة الصوتية (البالتوك) التي كانت فيها كثير من محاضرات الشيخ حفظه الله.
1 / 4
يقول حسين الراضي محقق الكتاب كما قرأنا كلامه بعد قليل والآن أعيده بتفصيل: " إن كتاب المراجعات لسماحة سيدنا الإمام شرف الدين – قدس الله سره – يعتبر بحق من أهم ما أنتجه الفكر الإسلامي والإمامي في توضيح قضايا الإمامة وإثبات وجهتها الحقة بعد وفاة الرسول الأعظم – ﷺ – وهو في الحقيقة كتاب يدعو للوحدة وجمع الكلمة بين المسلمين ويضع حدا فاصلا لكثير من الخلافات التي كانت سببا في تباعدهم وتباغضهم فبعد التفهم لتلك القضايا على أساس البحث العلمي والدقة الموضوعية ينحسر الجهل ويسفر الصبح ويرجع النصاب إلى أهله ". المقدمة. الطبعة الأولى ص ٢١.
ويقول الإمام الألباني – رحمه الله تعالى – محدث الديار الشامية في زمنه بل محدث الاسلام في زمنه: " وكتاب المراجعات للشيعي المذكور – أي عبد الحسين شرف الدين – محشو بالأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل علي ﵁ مع كثير من الجهل بهذا العلم الشريف [يعني علم الحديث] والتدليس على القراء والتضليل عن الحق الواقع، بل والكذب الصريح، مما لا يكاد القارئ الكريم يخطر في باله أن أحدًا من المؤلفين يحترم نفسه يقع في مثله ". السلسلة الضعيفة (٢/٢٩٧) حديث رقم (٨٩٦) .
وأقول: كتاب المراجعات حشاه مؤلفه بالأكاذيب وسأبين إن شاء الله تعالى بالتفصيل الموسع – أعني – ذلك الإفك.
* قال الموسوي عبد الحسين في مقدمة الكتاب ص ٥٥:
" هذه صحف لم تكتب اليوم، وفكر لم تولد حديثا وإنما هي صحف انتظمت منذ زمن يربو على ربع قرن، وكادت يومئذ أن تبرز بروزها اليوم لكن الحوادث والكوارث كانت حواجز قوية عرقلت خطاها ".
1 / 5
قلت: لا نعلم في تلك الحقبة حوادث وكوارث تعوق نشر مثل هذا الكتاب وذلك لأنه يتكلم عن عام ١٩١٠م يعني قبل تسعين سنة تقريبا، ولكن لعل المقصود بهذه الكوارث والحوادث هي وجود الشيخ البشري الذي يدعي المؤلف أنه ناقشه في هذا الكتاب وذلك أن الشيخ البشري في ذلك الوقت كان حيا، فلما مات الشيخ البشري – ﵀ – خلا الجو للموسوي لكي يعرض ما عنده ولا يرد عليه أحد، ولذلك عندما تتصفح هذا الكتاب لا تجد أي صورة مخطوطة من رسائل البشري التي تعدت الخمسين رسالة والتي يدعيها الموسوي أنها رسائل أرسلها إليه البشري، فعلى الأقل لابد من أن يذكر صورا لهذه الرسائل عليها توقيع البشري حتى يرى هل هذه للبشري أم لا؟!
ثم كذلك هذا ظاهر من سير المناظرات، فإن البشري في هذه المناظرات يقف بين يدي الموسوي كالتلميذ بين يدي معلمه يسأل ويستفهم فقط، علما بأن الموسوي في هذه الفترة التي يدعي أنها تخللتها الرسائل لم يجاوز الأربعين سنة والبشري قد جاوز الستين تقريبا، ومع هذا البشري يمدح والموسوي يشكر على المديح دائما في هذا الكتاب!
ومما يدل على كذب الموسوي في هذا الكتاب قوله في المراجعة (١١١) على لسان البشري أنه قال: " أشهد أنكم في الفروع والأصول على ما كان عليه الأئمة من آل الرسول وانصرفت عنك مفلحا منجحا ".
وللأسف لم نسمع أن البشري قد تشيع بعد هذا الكلام!!
ولذلك أقول أن هذا كذب على البشري – رحمه الله تعالى – وهناك من سأل ابن البشري عن هذه المناظرات فقال: ما سمعت قط أنها جرت بين أبي وبين أحد من الناس.
1 / 6
وهكذا في جميع كتبهم تجد مناظرات عبارة عن أكاذيب كما هو الحال في كتاب " ليالي بشاور " (١) فإن من يقرأه يرى الكذب، وكذلك مناظرات التيجاني في أشرطته وكتبه دائما هو البطل، ودائما هو الذي ينتصر، ودائما الذي أمامه يقر ويعترف ويظهر عجزه وجهله، وعندما تأتي وتناقشه تجد إنسانا كذابا لا يتقي الله – ﵎ – في نقله ولا يتقي الله – ﵎ – في كلامه، والله المستعان (٢) .
نعود إلى البشري لأن التيجاني له وقته إن شاء الله تعالى.
ملحوظة: الطبعة التي أنقل منها كلام الموسوي هي طبعة الدار الاسلامية تحقيق حسين الراضي. الطبعة السادسة. الدار الاسلامية في بيروت في كورنيش المزرعة - الحسن سنتر.
كما أنه بذكر رقم المراجعة يسهل الأمر فالكتاب عبارة عن مجموعة من المراجعات كما يدعي الموسوي.
* المراجعة رقم (٤) ص ٦٦:
قال الموسوي: " إن تعبدنا في الأصول بغير المذهب الأشعري، وفي الفروع بغير المذاهب الأربعة لم يكن لتحزب أو تعصب ولا للريب في اجتهاد أئمة تلك المذاهب، ولا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم وجلالتهم علما وعملا ".
قلت: بالله عليكم أهكذا ينظر الشيعة إلى الأئمة الأربعة؟! يقول: لا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم وجلالتهم علما وعملا، ولذلك أقول لكم هذه الكتب دعائية.
انظروا ماذا يقول الشيعة عن أهل السنة:
_________
(١) مؤلفه هو محمد الموسوي الشيرازي، وحشا مؤلف الكتاب ما استطاع من عشرات الأكاذيب بل تعدت المئات، من مثل عزو قصة الطائر المشوي إلى البخاري ومسلم وهو حديث ضعيف ويرد على كتب ألفت بعد مناظرته التي يقول في بداية الكتاب إنها كانت عام ١٣٤٥هـ مثل كتاب الصراع بين الإسلام والوثنية الذي ألف بعد عام ١٣٤٥هـ بأعوام، فما أشد كذبهم!
(٢) قد يسر الله للشيخ مناظرة التيجاني في قناة المستقلة وقرره بكذبه على رؤوس الخلائق وأضحك عليه الناس.
1 / 7
إن تكفير الشيعة الإمامية لأهل السنة بشكل عام أشهر من أن يذكر، وكل من لم يؤمن بالأئمة الإثني عشر كافر، بل من لم يكفر أبا بكر وعمر فهو كافر عندهم!
روى الكليني عن جعفر الصادق – وهو بريء – أنه قال: " لا يكون العبد مؤمنًا حتى يعلم الله ورسوله والأئمة كلهم وإمام زمانه ". أصول الكافي (١/١٠٨)
وروى كذلك عن محمد الباقر – ﵀ وهو برئ من هذا القول -: " إنما يعرف الله عزوجل ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منا أهل البيت، ومن لا يعرف الله – عزوجل – ويعرف الإمام منا أهل البيت فإنما يعرف ويعبد غير الله، هكذا والله ضلالا ". الكافي (١/١٨١) .
وروى كذلك عن علي بن موسى الرضا أنه قال: " ليس على ملة الإسلام غيرنا وغيرهم " [يعني شيعتهم] الكافي (١/٢٢٣) .
وروى المجلسي في بحار الأنوار عن جعفر الصادق أنه قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إماما ليست له إمامة من الله، ومن جحد إماما إمامته من عند الله، ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيبا " [يعني أبا بكر وعمر] .بحار الأنوار (٦٩/١٣١) .
وروى الكشي في " رجاله " عن جعفر الصادق أنه سئل عن قول الله تعالى: " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " قال: " هو ما استوجبه أبو حنيفة وزرارة " (١) .
وهذا الموسوي يقول: لا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم وجلالتهم علما وعملا!! فهذا شيء عجيب.
* المراجعة رقم (٨) ص ٨٧:
قال الموسوي: " والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة " وهكذا قال حسين الراضي محقق الكتاب في ص ٩٢.
قلت: فهذا كذب وإدعاء باطل، فمن نقل هذا التواتر وأين؟؟
وحديث الثقلين سيأتي نقاشه مع د/عصام وإلا سأطرحه بالتفصيل إن شاء الله تعالى إن لم يستمر في النقاش.
* المراجعة رقم (٨) ص ٦٩:
_________
(١) وهم يدعون أن أبا حنيفة أخذ العلم عن جعفر الصادق ثم يدعون أنه كفر!!
1 / 8
قال حسين الراضي المحقق – كما قلت أني سأشركه أحيانا -: " حديث السفينة من الأحاديث المتواترة عند المسلمين ".
قلت: فهذا كذب، فإن الحديث ضعيف ولا يثبت عن النبي – ﷺ – أخرجه الحاكم في مستدركه (٣/١٥١)
وفيه مفضل بن صالح: قال ابن حبان: يروي المقلوبات عن الثقات فوجب ترك الاحتجاج به.
وفيه حنش الكناني: قال النسائي: ليس بالقوي، وضعفه غيره كذلك، ووثقه أبو داوود رحمه الله تعالى.
وفيه أبو اسحاق السبيعي: لم يصرح بالتحديث، وهو يرسل ويدلس.
والحديث ضعفه الذهبي وابن كثير والألباني وغيرهم.
ولذلك نقول أين هذا التواتر ومن نقله؟
إلا إذا كان يزعم أن المسلمين هم الشيعة فقط، فهذا شأن آخر.
* المراجعة رقم (١٠) ص ١٠٣:
قال الموسوي: " وأورده ابن حجر العسقلاني مختصرا في ترجمة زياد بن مطرف في القسم الأول من إصابته ثم قال: في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي، وهو واهي " قال الموسوي: " هذا غريب من مثل العسقلاني فإن يحيى بن يعلى المحاربي ثقة بالاتفاق ".
قلت: أين البشري من هذا الكلام؟؟ أين رد البشري على مثل هذا الإدعاء الباطل؟؟
نعم قال ابن حجر هذا الكلام:
قال ابن حجر في الإصابة في ترجمة زياد بن مطرف في إسناده يحيى بن يعلى المحاربي وهو واهي، وأيضا قوله يحيى بن يعلى المحاربي ثقة بالاتفاق صحيح، ولكن ما الذي وقع؟؟
الذي حصل أن يحيى بن يعلى إثنان:
أحدهما: يحيى بن يعلى المحاربي، وهو ثقة باتفاق.
والثاني: يحيى بن يعلى الأسلمي، وهو ضعيف باتفاق.
فكلاهما يحيى بن يعلى، والخلاف في أن هذا أسلمي، وذاك محاربي.
والعجيب أن كل علماء الشيعة ويأتون بهذا الحديث، ويأتون بكلام الموسوي هذا، وكأنهم وجدوا ركازا أي كنزا مدفونا!!
فهو يقول: انظروا أنتم تضعفونه لأن فيه يحيى بن يعلى المحاربي، مع أنكم تعتمدون عليه في غيره من الحديث وهو ثقة بإتفاق.
1 / 9
ما الذي حصل؟ الذي حصل أن الحديث ليس من رواية يحيى بن يعلى المحاربي، ومن رجع إلى رواية هذا الحديث عند الحاكم وعند الطبراني وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وأبو نعيم في الحلية، كل هؤلاء ذكروه وذكروا أن فيه يحيى بن يعلى الأسلمي الضعيف المتفق على ضعفه، فالذي حصل أنه وقع سبق قلم من الحافظ ابن حجر أو خطئا في الطباعة حيث قال فيه يحيى بن يعلى المحاربي وهو واهي، فكل كلامه صحيح فالحديث فيه يحيى بن يعلى وهو واهي، ولكنه بدل من أن يكتب " الأسلمي " كتب " المحاربي ".
ولنفرض أن ابن حجر قد ضعف المحاربي هنا، فهل الحديث من رواية المحاربي أصلا؟ هو ليس من روايته وإنما من رواية الأسلمي الضعيف عند عند الحاكم (٣/١٢٨) وعند الطبراني (ج٥ حديث رقم ٥٠٦٧) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (٩/١٠٨) وأبو نعيم في الحلية (٤/٣٤٩) كلهم قالوا: فيه الأسلمي.
فالحديث من رواية الأسلمي وليس من رواية المحاربي.
ولذلك عجز الموسوي والمحقق وكل علماء الشيعة الذين سيسمعوني، أتحداهم جميعا أن يخرجوا هذا الحديث من رواية يحيى بن يعلى المحاربي، وإنما هو من رواية الأسلمي، وكل الطرق التي ذكرت هذا الطريق ذكرت المحاربي وليس الأسلمي، والحديث موضوع ذكره الألباني في " الضعيفة " رقم ٨٩٢.
فالموسوي صاد في الماء العكر.
* المراجعة رقم (١٠) ص ١٠٧:
قال الموسوي: " قال رسول الله – ﷺ: «واجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين» أخرجه جماعة من أصحاب السنن بالإسناد إلى أبي ذر مرفوعا ".
1 / 10
قلت: هذا كذب، وذلك أن هذا الحديث لم يخرجه أحد من أهل السنن كما يدعي الموسوي بدليل أن الموسوي لم يستطع أن يعزو هذا الحديث ولا لكتاب واحد من كتب السنن، ولا حتى المحقق الراضي، ولا غيره من علماء الشيعة الموجودين حاليا، ولا أحد يستطيع أن يعزوه لكتاب من كتب السنن كما ادعى الموسوي كذبا وزورا.
وعزاه إلى المجمع من رواية سلمان وأغفل كلام الهيثمي على هذا الحديث، إذن هو في مجمع الزوائد وليس في السنن، ومن أخرجه؟
أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (ج٣ حديث رقم ٢٦٤٠) من رواية سلمان بنفس اللفظ الذي ذكره الموسوي، وفيه زياد بن المنذر: قال ابن معين: كذاب، وقال ابن حبان: كان رافضيا يضع الحديث في الفضائل والمثالب، وقال الهيثمي في المجمع (٩/١٧٢): رواه الطبراني وفيه زياد بن المنذر وهو متروك، ولذلك لم الراضي كلامه بل عزاه إلى المجمع وسكت.
هذه خمسة أكاذيب للموسوي تتلوها خمسة وخمسة وخمسة وخمسة، أكاذيب لا تنتهي لا للموسوي ولا للأنطاكي ولا للتيجاني ولا للعماد ولا لغيرهم، أكاذيب لا تنتهي، ولذلك كما قلت ستسطر هذه الأكاذيب كتابة – وهي مسطرة كتابة، وستنقل صوتا حتى يطمئن المسلم السني أنه على حق بدليل أنه لا يكذب، ولا يحتاج إلى أن يكذب، بل لا يكذب إلى صاحب الباطل، وكما قيل الحق أبلج والباطل لجلج، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
الشريط الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذا هي الجلسة الثانية في بيان ما في كتاب المراجعات من البهتان..
1 / 11
وقبل أن ابدأ بذكر ما فيه من البهتان أحب أن انبه على قضية مهمة.. وهي أن صفحات هذا الكتاب في الطبعة التي عندي - طبعة الدار الإسلامية في بيروت تحقيق وتعليق حسين الراضي وهى الطبعة الثالثة طبعت سنة ١٤٠٦ و١٩٨٦ من الميلاد بلغ عدد صفحاتها ٧٣٨ صفحة، هذا عدى الفهارس فإذا حذفنا منها ٦٠ صفحة وهى المقدمة بقي لنا من الكتاب ٦٧٨ صفحة، هذا عدد صفحات هذا الكتاب.
ويدعي مؤلف هذا الكتاب وهو: عبد الحسين شرف الدين الموسوي أن هذا الكتاب هو مناظرات ومحاورات ورسائل بينه وبين شيخ الأزهر في ذلك الوقت سليم البشري ومن خلالها أو في نهايتها اقر سليم البشري رحمة الله بأن الشيعة هم الذين على الحق!!
ومن نظر في هذا الكتاب حيث أني حاولت حصر كلام البشري فبلغ كلامه فقط ٤٢ صفحة، وتكلم الموسوي من خلال ٦٣٦ صفحة!!
٦٣٦ صفحة للموسوي و٤٢ صفحة للبشري، ثم يقولون هذا مراجعات حدثت بين البشري وبين عبد الحسين شرف الدين فأي مراجعات (١) هذه؟ !
* ولنأخذ مثال على هذا المراجعات:
المراجعة رقم (٣٥) ص ٣٥٨:
يقول البشري في مراجعة كاملة حين أرسلها إلى عبد الحسين بعد أن ذكر له الأحاديث الدالة على إمامه علي ﵁ قال: " لله أبوك ما أوضح آياتك وأجلها، وما أفصح بيناتك وأدلها، فحي على البقية، حي على البقية من نصوصك المتوالية المتواترة الجلية ولك الفضل والسلام "!!
فقط لا سؤال لا استفسار لا شيء، وإنما طلبً للمزيد..!!
وهكذا نرى كثيرا من المراجعات على هذا الصيغة، بل لعله يمدح عبد الحسين شرف الدين مدحًا ما مدحه إياه أتباعه من الرافضة! بل يمدحه صاحبنا هذا - إن زعموا أن المناظرات هذه حق - يمدحه مدحًا ما مدحهُ أصحابه.
_________
(١) بل هي مهاترات (وشنشنة نعرفها من أخزم) وهم كمثل من يناطح السحاب أو يصارع طواحين الهواء، وقد يبع المردود عليه الموسوي صاحب كتاب ليالي بشاور وقد أتى بالمضحكات!!
1 / 12
* ولنأخذ مثال على اقتصار مراجعة البشري على السؤال بين يدي الشيخ:
- انظرُ ماذا يقول البشري وهي المراجعة رقم (٦١) يقول:
" إذا كان كرامة السلف الصالح محفوظة، فلا بأس بشيء مما أوردتموه من الأحاديث المختصة بالإمام سواء في ذلك حديث الغدير وغيره، ولا موجب لتأويلها، ولعل عندكم في هذا الموضوع أحاديث لا يعرفها أهل السنة، فالتمس إيرادها لنكون على علم منها، والسلام ". فقط!! دائمًا يلتمس، دائمًا يطلب من الموسوي!!
- في مراجعة رقم (٦٣) يقول:
" لا حجة بهذه النصوص على أهل السنة إذ لم تثبت عندهم " – لما ذكر أحاديث من كتب الشيعة، ثم قال:
" ولماذا لم يخرجوها لو كانت ثابتة؟ فعج بنا إلى ما بقي من حديث أهل السنة في هذا الموضوع، والسلام ". هذه فقط مراجعة البشري!! .
ومثال أخر صفحة ٥٢٠ مراجعة رقم ٦٥ مراجعة كاملة عبارة عن خمس كلمات يرسلها البشري لعبد الحسين شرف الدين: " حدثنا بحديث الوراثة من طريق أهل السنة، والسلام ". هذه هي مراجعة البشري!!
ومراجعة رقم ٦٧ يقول: " أهل السنة لا يعرفون الوصية إلى علي، ولا يتعرفون بشيء من نصوصها، فتفضلوا بها ولكم الشكر، والسلام ".
هذه بعض مراجعات البشري الذي يدعون أنه أمام أهل السنة في زمانه، وأنه وقعت هذه المناظرات بينه وبين عبد الحسين شرف الدين وهذا دليل على كذب هذه المراجعات وإدعائها على سليم البشري رحمه الله تعالى.
لو نظرنا في أول مراجعة، وهى أول رسالة أرسلها البشري كما يزعمون كذب وزورا، أرسلها إلى عبد الحسين شرف الدين يقول له في أثناء هذا المراجعة: " فلما قدر الله وقوفي على ساحل عيلمك المحيط، وأرشفتني ثغر كأسك المعين، شفى الله بسائغ فراتك أوامي، ونضح عطشي، وأآلية بمدينة علم الله (جدك المصطفى) وبابها (أبيك المرتضى) أني لم أذق شربة أنقع لغليل، ولا أنجع لعليل، من سلسال منهلك السلسبيل.. "
1 / 13
انظروا في أول رسالة يرسلها له يقول: وبابها (يعني باب العلم) أبيك المرتضى ثم يسأله عن الأحاديث الواردة في فضل علي! .
- كذلك في صفحة ١١٦ المراجعة رقم ١١ يقول له سليم البشري:
" وحين أغرقت في البحث عن حجتك، وأمعنت في التنقيب عن أدلتك، رأيتني في أمر مريج، وأنظر في حججك فأراها ملزمة، وفي بيناتك فأجدها مسلمة، وأنظر في أئمة العترة الطاهرة فإذا هي بمكانة من الله ورسوله، يخفض لها جناح الذل هيبة وإجلالًا، ثم أنظر إلى جمهور أهل القبلة والسواد الأعظم من ممثلي هذا الملة، فإذا هم مع أهل البيت على خلاف ما توجبه ظواهر تلك الأدلة، فأنا أؤامر مني نفسين: نفسًا تنزع إلى متابعة الأدلة، وأخرى تفزع إلى الأكثرية من أهل القبلة، قد بذلت لك الأولى قيادها، فلا تنبو في يديك، ونبت عنك الأخرى بعنادها، فاستعصت عليك ".
كلام جميل، هذا يقوله من يدافع عن أهل السنة؟؟ أقول: إذا كان هذا صحيحًا فبأي شيء صرت شيخًا للأزهر؟
سبحان الله.. ما ناقش أي دليل وكل شيء مقبول ويا عجبًا.. أما يعرف أهل السنة أدلة يستدلون بها على الشيعة (١)، كله استفسار، كله طلب للمزيد، وهذا إنما كان في البداية!!
- وكذلك في صفحة ١٧٣ يقول في المراجعة رقم ١٣: " لله مراعف يراعك، ومقاطر أقلامك، ما ارفع مهارقها عن مقام المتحدي والمعارض، وما أمنع وضائعها ".
_________
(١) بل القرآن والسنة تنطق على الشيعة، وأهل السنة والجماعة هم أهل الإسناد وأهل الجرح والتعديل بميزان دقيق لا يوجد معشار معشاره عند الشيعة التي خلت كتبهم من الأسانيد اللهم إلا ما ركب ولم يتصل إسناده، ونتحدى أن يأتوا بحديث واحد متصل إلى علمائهم والله لن يستطيعوا.
1 / 14
دائمًا هو يمدح ويثني والأخر يقول جزاك الله خير - أحسنت، بارك الله فيك، مع أن البشري في ذلك الوقت حسب ما يدعي الموسوي أكبر من الموسوي بثلاثين سنة، يقول له بعد أن أثنى عليه بثناء العجيب يقول:
" فالراد عليك سيئ اللجاج، صلف الحجاج، يماري في الباطل ويتحكم تحكم الجاهل. وربما اعترض بأن الذين رووا نزول تلك الآيات فيما قلتم إنما هم رجال الشيعة، ورجال الشيعة لا يحتج أهل السنة بهم، فماذا يكون الجواب، تفضلوا به إن شئتم ولكم الشكر، والسلام ".
تلميذ يرجوا من أستاذة أن يبين له كيف يرد على من خالفه في الحقيقة، هذا تلميذً نجيب، قل ما نجد مثله والعجيب أن شيخ الأزهر يرسل المدائح إرسالا، ماء متحدر من شلال، ويكتفي الموسوي بالشكر والامتنان.
وكما قلت الأمثلة على هذا كثيرة، وكلها تصب في معين واحد ألا وهو أن هذه المراجعات مكذوبة على شيخ الأزهر وهو منها بريء، بل إنه في المراجعة رقم ١٧ صفحة خمسة وتسعين ومائتين يقول له بعد أن ذكر نصوص على إمامة علي ﵁ يقول شيخ الأزهر:
" لم يبقى للسني مانعًا من الاحتجاج بأخيه الشيعي إذا كان ثبتًا، فرأيك في هذا هو الحق المبين، ورأي المعترضين تعنت ومماحكة، أقوالهم بعدم صحة الاحتجاج بالشيعة تعارض أفعالهم، وأفعالهم في مقام الاحتجاج تناقض أقوالهم، فقولهم وفعالهم لا يتجاريان في حلبة، ولا يتسايران إلى غاية، يصدم كل منهما الأخر فيدفعه في صدره، وبهذا كانت حجتهم جدماء وحجتك العصماء ".
هذا يقوله شيخ الأزهر في علماء أهل السنة في الحديث!! هل يعقل هذا؟
هل يقول بهذا مسلم فضلًا أن يقوله شيخ الأزهر؟؟
ثم والله لو مدح الموسوي رافضي مثله لما أجاد كما يجيد شيخ الأزهر كما يدعون، وهذا مما يظهر افتراء هذا الكتاب على شيخ الأزهر!
ثم يقول له بعد ذلك:
1 / 15
" فما ندري لماذا عدل أهل القبلة عن أئمة أهل البيت؟! فلم يتعبدوا بمذهبهم في شيء من الأصول والفروع، ولا وقفوا في المسائل الخلافية عند قولهم، ولا كان علماء الأمة يبحثون عن رأيهم، بل كانوا يعارضونهم في المسائل النظرية، ولا يبالون بمخالفتهم ".
كل هذا الكلام كذب وزور لا شك في هذا وإن شاء الله تعالى سنسرد بقيته في ما سيأتي من الليالي التي نتكلم فيها عن هذا الكتاب.
لكن أردت من خلال هذا المقدمة أن أبين أن هذا الكتاب مكذوب ولا ريب على الشيخ سليم البشري، وكما قلنا أنها ليست مراجعات وإنما هو طالب يتعلم عند شيخه، ولذلك بينتَ في البداية أن سليم البشري كل كلامة جمعته في ٤٢ صفحة من مجموع ٦٧٨ و٦٦٣ من كلام الموسوي، فهل هذه مراجعات!
وقد نبهنا في الجلسة الماضية أن هذا الكتاب لم ينشر إلا بعد وفاة البشري!!
نرجع إلى هذا المراجعات..
* المراجعة رقم (١٢) صفحة ١٣٧:
يقول الموسوي: " أجمع المفسرون على إن هذا الآية إنما نزلت في علي حين تصدق راكعا في الصلاة "
ثم قال أيضا: " وأخرج النسائي في صحيحه نزولها في علي عن عبد الله بن سلام ". يعني قول الله ﵎ ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾
هكذا أطلقها هذا الموسوي دون حياء أجمع المفسرين أنها نزلت في علي!
قلت: لا شك أن هذا كذب صريح فقد رد كونها نازلهً في علي ابن كثير والنيسابوري بهامش الطبري، وابن عطية، والقرطبي، وأحمد شاكر، والرازي، والألوسي، ومحمد رشيد رضا، أما ابن جرير والسيوطي والشوكاني وابن الجوزي فإنهم ذكروا الأقوال في هذا الآية ومن هذه الأقوال أنها نزلت في علي، وهناك قول ثان وهو أنها نزلت في عبادة بن الصامت، وقول ثالث أنها نزلت في جميع المؤمنين.
1 / 16
قلت: وهؤلاء الذين ذكروا هذه الأقوال الثلاثة لم يرجحوا ترجيحًا ظاهرًا أيا من هذه الأقوال، وإن كان ظاهرًا صنيع الطبري فهو يؤكد أنه لا يقول أنها نزلت في علي، وكذا الأمر بالنسبة للشوكاني، وذكر الواحدي في أسباب النزول أنها نزلت في علي ولم يذكر قول آخر وكذا ذكر ذلك الزمخشري والنسفي.
فأين الإجماع المدعى؟ ويظهر من هذا كذب الموسوي..
وكذلك قوله: " وأخرج النسائي في صحيحه " تدليس وكذب، فالنسائي لم يخرج هذا الحديث في تفسيره، ولم يروه في السنن المطبوعة وقوله أخرجه النسائي في صحيحه كذب وتدليس، فكتاب سنن النسائي يقال له سنن النسائي ولا يقال له صحيح النسائي على المشهور بين أهل العلم. وإن كان ينقل عن الدارقطني - رحمه الله تعالى - أنه سماه بصحيح ولكن الجمهور لا يسمونه بصحيح النسائي.
* والآن اذكر أقوال أهل العلم في هذا الآية:
قال ابن كثير: " وأما قوله: ﴿وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ فقد توهم بعض الناس أن هذه الجملة في موضع الحال من قوله ﴿وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ﴾ وحتى إن بعضهم ذكر في هذا أثرًا عن علي بن أبي طالب ﵁ أن هذه الآية نزلت فيه، وذلك أنه مر به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه ".
ثم ذكر ابن كثير الآثار التي رويت عن علي وأنها نزلت فيه وبين ضعفها جميعًا ثم قال: " ليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها".
وأما ابن عطية في المحرر الوجيز فقال: قال مجاهد: " نزلت الآية في علي بن أبى طالب تصدق وهو راكع وفى هذا القول نظر والصحيح ما قدمناه من تأويل الجمهور ".
وقال: " ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ أي ومن آمن من الناس حقيقةً لا نفاقًا وهم الذين يقيمون الصلاة المفروضة بجميع شروطها ويؤتون الزكاة ".
ثم قال: " هذا قول جمهور المفسرين ".
أما النسيابوري بهامش تفسير الطبري فقال: " فيها قولان:
1 / 17
الأول: أن المراد عامة المؤمنين، لأن الآية نزلت في على وفق ما مر من قصة عبادة بن الصامت " ثم قال: " القول الثاني أن المراد به شخص معين، وروي (١) أنه أبو بكر وروي أنه علي ثم رد القول الثاني وهو أن المراد هو شخص معين ".
والقرطبي في جامعه قال:
" «وَالَّذِينَ» عام في جميع المؤمنين. وقد سئِل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ﵃ عن معنى ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ هل هو عليّ بن أبي طالب؟ فقال: عليّ من المؤمنين؛ يذهب إلى أن هذا لجميع المؤمنين. قال النحاس: وهذا قول بيّن ".
وهذا الرازي في تفسيره:
ذكر كلامًا طويلًا في إبطال القول بأنها نزلت في علي إلى أن قال:
" إن علي بن أبي طالب كان أعرف بتفسير القرآن من هؤلاء الروافض، فلو كانت هذه الآية دالة على إمامته لاحتج بها في محفل من المحافل، وليس للقوم أن يقولوا: إنه تركه للتقية لأنهم ينقلون عنه أنه تمسك يوم الشورى بخبر الغدير، وخبر المباهلة، وجميع فضائله ومناقبه، ولم يتمسك البتة بهذه الآية في إثبات إمامته، وذلك يوجب القطع بسقوط قول هؤلاء الروافض لعنهم الله ".
(وهذا اللعن من قول الرازي)
وقال الرازي أيضا: " وأما استدلالهم بأن الآية نزلت في حق علي فهو ممنوع، فقد بينا أن أكثر المفسرين زعموا أنه في حق الأمة ".
وهذا الألوسي في روح المعاني يقول:
" ﴿وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ حال من فاعل الفعلين أي يعملون ما ذكر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وهم خاشعون ومتواضعون لله تعالى ".
ثم ذكر قول من يقول أنها نزلت في علي وردهُ مفصلا.
وكذا الأمر بالنسبة لمحمد رشيد رضا في تفسير المنار، وعبد الرحمن السعدي في تفسيره، وكذا أحمد شاكر في عمدة التفسير، وكذا الشوكاني في فتح القدير، وابن الجوزي في زاد المسير.
_________
(١) روي صيغة تمريض عند المحدثين.
1 / 18
فأين الإجماع الذي زعمه وافتراه الموسوي في كتاب المراجعات؟
وأين سليم البشري من هذا القول؟
ألم يرجع حتى إلى كتاب واحد من تفسير أهل السنة حتى يعرف هل هناك إجماع أم لا!! وإنما هو تسليم منقطع النظير من قبله للموسوي.
* ثم نقول إن كون هذا الآية نزلت في علي باطل لا شك في هذا لأمور منها:
١- يلزم من قولنا إن قول الله تبارك تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ أن يكون من شرط الموالاة إعطاء الزكاة في حال الركوع، لأنه خصها بالمذكورين بقوله ﴿إِنَّمَا﴾ فقط هؤلاء إذا خص الولاية لمن يدفع الزكاة وهو راكع، فغيره لا!! لان إنما للحصر وإذا قلنا ﴿َالَّذِينَ آمَنُوا﴾ إذا علي، إذا ليس لنا مولى إلا علي، وكل من عدى علي حتى من غيرهم من الأئمة عند الشيعة ليسوا كذلك لأنه قال ﴿إِنَّمَا﴾ فحصر الولاية في الله والرسول وعلي فقط رضى الله عنه وصلى الله على محمد.
٢- الله تعالى قال ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ وهذه للجمع، والأصل أنه إذا أطلق الجمع يراد به الجمع إلا إذا دل الدليل أنه يراد به فرد، وذكرت على جهة التعظيم، وإلا الأصل إذا ذكرت به الجمع أن المراد بها الجمع.
٣- كذلك الله جل وعلا لا يثني على العبد إلا إذا فعلً محمودا، وإعطاء الزكاة في حال الركوع مكروه إن لم يكن محرمَ.
هل يثنى الله ﵎ على هذا الفعل؟
وهل هذا الفعل جيد!!
1 / 19
وهو أن الإنسان يعطي الزكاة وهو في حال الصلاة، هذا طعن في علي رضى الله عنه، لأن علي عندنا من أئمة الخاشعين في الصلاة الذين قال الله عنهم ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ والخاشعون في صلاتهم لا ينشغلون عنها بدفع الزكاة، بل ينتظر حتى ينتهي من صلاته ثم بعد ذلك يدفع الزكاة (١) .
٤- ثم كذلك نقول لم خص الركوع دون سائر الأركان؟
فالذي يعطي الزكاة وهو ساجد، أو الذي يعطي الزكاة وهو قائم لا يصلح لا يصلح منه ذلك!
٥- وكذلك نقول: علي ﵁ كان فقيرًا فكيف وجبت عليه الزكاة! ومتى وجبت الزكاة على علي - رضى الله عنه - هل يعلم من حضر ومن سيسمع؟؟
إن عليا -رضى الله عنه- أمهر فاطمة درعًا لم يكن يملك غيره، ألم تأت فاطمة رضى الله عنها إلى النبي ﷺ تطلب منه خادمًا، ولم يملك علي ولا هي أن يشتروا خادمًا، ألم يذكر كما يدعي الرافضة في قول الله ﵎ ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِم﴾ أنه جاءهم المسكين وأعطوه المال أو الطعام الذي تركته فاطمة لأولادها رضى الله عنها ولم تبق شيء لأولادها، لماذا إذا يزكي علي وهو لا يملك ما يطعم به ولده.
٦- كذلك الآية فيها وجوب موالاة علي إذا كانت نزلت (٢) ونحن لا نختلف معكم في موالاةِ علي، يعني تريدون من الآية أن علي مولى المؤمنين؟! نحن لا نختلف أبدا أن عليا رضى الله عنه مولى المؤمنين.
ولكن هناك فرق عظيم بين الوِلايةُ (بكسر الواو) والوَلاية (بفتح الواو)، فالمراد بالأولى: المحبة، أما الوَلايةُ بالفتح فهي القضاء والحكم وهذا ليس مراد ولا شك.
_________
(١) قال رسول الله ﷺ: " إن في الصلاة لشغلا ".
(٢) والصواب كما ذكر الشيخ أنها كما ذكر الشيخ لم تنزل فيه، وإنما هذا من باب التدرج مع الخصم.
1 / 20