...
بيان المعاني
Yayıncı
مطبعة الترقي
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٣٨٢ هـ - ١٩٦٥ م
Yayın Yeri
دمشق
Türler
المطلب التاسع في جمع القرآن ونسخه وترتيبه وكونه توقيفيا وبيان ناسخه
اعلم نور الله بصيرتك انه ثبت في الصحيح عن انس بن مالك ﵁ أنه قال جمع القرآن على عهد رسول الله ﷺ أربعة كلهم في الأنصار أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسعد بن عبيد أبو زيد أحد أعمام انس، وزيد بن ثابت ﵃.
مطلب جمعه ونسخه وكونه توقيفيا وكان جمعه على عهد الرسول على الرقاع واللخاف وجريد النخل، لا على صحف، وكان ترتيبه على ما هو موجود في المصاحف الآن، ثم كان جمعه على زمن أبي بكر، عبارة عن نسخه من هذه الأشياء إلى صحف، وجمعه على زمن عثمان نسخه إلى صحف وكراريس، وجعله بين دفتين، كما هو عليه الآن. ومن قال إنه لم يجمع على عهد الرسول فقد أخطأ، يؤيد هذا ما ذكرناه آنفا من حديث أنس المتقدم، وما أخرج الترمذي من أن عمر ﵁، قال قال ﷺ خذوا القرآن على أربعة عن ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وكان هؤلاء الكتاب يكتبون القرآن حسبما يمليه عليهم حضرة الرسول على العسب (جريد النخل) وعلى اللخف (الأحجار الرقيقة) ويضعون ما يكتبونه عند الرسول، ويكتب كل منهم نسخة لنفسه، وكلما ينزل ما يتعلق بالمكتوب، فإن الرسول ﷺ يدلهم أين يكتبونه أي في أي سورة، وبعد أي آية، ولم يجمعه من النساء إلا أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث التي كان يزورها حضرة الرسول ويسميها الشهيدة ذكره الجلال السيوطي في إتقانه، وقد قال ﷺ فيما أخرجه مسلم، لا تكتبوا عني شيئا غير القرآن، وهذا زيادة في الثبت به، لئلا يدخل عليه ما ليس منه من أحاديثه ﷺ، أو غيرها في تفسير بعض كلماته من لدنه أو من بعض الأصحاب، وتدوينها بهامشه أو بين سطوره خشية من إدخال شيء من ذلك فيه، ولهذا قال من قال، أن فلانا قرأ كذا، وفي مصحف فلان كذا، لأن بعض الأصحاب كان يدون بعض
1 / 28