48

Zawj Marat Rasas

زوج امرأة الرصاص وابنته الجميلة

Genres

كيف استطاع جعفر أن يوحد رؤية الرب والشيطان؟

سألك عبد الله إبراهيم: ما هي رؤية الرب؟ وما هي رؤية الشيطان؟

بل ما هو جعفر، جعفر مختار.

حينما جلس قربك جعفر في تلك الليلة، ليلة الحلم الواقع تلك بالجبل كان بعريه شيء خاص، شيء أكثر حرية مما لقنك إياه بطرائقه السرية، شيء كهطول الأمطار في فبراير، أو أكثر إدهاشا، شيء كلا شيء، غير شيئيته ذاتها، وكنت تظنينه سيقوم بعد لحيظة أو أخرى بملامسة جسدك العاري، أو يحاول أن يفكر في ملامسته، فلقد كنت مهيأة لحالة من الرفض كاملة، وكنت تعرفين أنه رجل حر كحلم نورس لفنجستون، أيضا، كنت تدركين تمرحل حريتك، لكن الأمر دائما كما يقول والدك أكثر تعقيدا مما نظن، وكما يقول جعفر أكثر بساطة مما نتوقع، الأمر دائما كرصد نمو زهرة، كرصد ذبولها، كزهرة، لا أحد بإمكانه التنبؤ بسلوك جعفر؛ لأنه لا أحد يعرف جعفرا غير جعفر ذاته، ولا أحد لا يعرف جعفرا غير الذين يعرفونه معرفة حقة، وأنت تدركين ذلك تماما؛ لذا كنت تنتظرين اللحظة التالية بتشوق تام، ما بعد؟ ما بعد؟ هكذا كان يردد عريك، وصمت الترقب: ما ... بع ... د؟

الجسد أم اللغة؟

فحاول جعفر ألا ...

وحاولت أنت أن ...

لا تدري منى متى أول مرة اختلفتما فيها بالرأي، مع عبد الله، ربما يوم أن اشتركتما في مسابقة في بحث تموله منظمة تطوعية بالمنطقة، كان البحث عن الحرب، قال عبد الله: إنها مؤامرة ضد الوطن؛ لأن وراء جيش الغابة إسرائيل وهيئة الكنائس الدولية وأظافر أمريكا، قلت أنت: إن وراء جيش الحكومة إيران والعراق والصين وأمريكا، فاختلفتما وقمت بتمزيق البحث، وقام هو بحرق مزق الأوراق، وتلك هي اللحظة التي أحس فيها بعاطفة جياشة تجاهك، وأحسست أنت بالحب نحوه، لحظة احتراق الأوراق البيضاء بنار الاختلاف، أحسست بسريان الحب في قلبك كدبيب نملة تحمل حبة ذرة بين فكيها تهبط قصبة، تصعد قصبة، تهبط قصبة، تصعد قصبة، في الطريق إلى البيت - حيث إنكما جيران - كنتما تتقاذفان بألفاظ ليست بذيئة، لكنها أيضا ليست طيبة، وتضحكان.

إذا لقد اكتشفتما فجأة مخابئ منسية في ذات كل منكما، مخابئ للفرحة والتآلف، لم تعلما بوجودها هنالك منذ زمن، منذ أن كنتما طفلا وطفلة تلعبان في الطريق بالحصى وعلب الصلصة الفارغة، تلعبان عريسا وعروسا وأطباء وممرضين، بوليس وحرامية، أنتما الآن شخصان مختلفان وغريبان عن بعضكما البعض، هكذا كان إحساسك في لحظة أن اكتشفت أنك تحبينه، أيضا كان إحساسه، وكنت تحملقين في وجهه كأنك ترينه للمرة الأولى، تحاولين التعرف عليه من جديد، وما كان الأمر يبدو غريبا، إذ فاجأته قائلة: ما هو اسمك يا هذا؟ من أين أنت؟

إذا، لحظة احتراق الأوراق البيضاء بنار الاختلاف هي لحظة الميلاد الثانية، إذا، كيف أصبح هو رجل الشجرة غير العنصري، ووالده هو إبراهيم ضابط الجيش ذلك العنصري؟!

Unknown page