وقد سر «بان» بحديث الإله الجديد وارتعشت مشامه غبطة.
وفي نفس الحلم رأيت الصمت مخيما على «بان» ويسوع وقد جلسا صامتين في سكينة الظلال الخضراء.
ثم أخذ «بان» زمارته وزمر ليسوع.
وكانت الأشجار تهتز والخنشار يرتعش، فتولاني خوف شديد.
فقال يسوع: أيها الأخ الصالح، قد جمعت معابر الأحراج وقنن الصخور في زمارتك.
فأعطى «بان» الزمارة ليسوع وقال: زمر أنت الآن، فقد جاءت نوبتك. فقال يسوع: إن القصب في هذه الزمارة كبير على فمي، فاسمح لي أن أزمر في هذا المزمار.
فأخذ مزماره وشرع ينفخ فيه.
فسمعت وقع المطر في الأوراق، وترنيم الجداول بين التلال، وسقوط الثلج على رأس الجبل.
نبض قلبي، الذي اتخذ ضربه من الريح، عاد ثانية إلى الريح، وتراجعت جميع أمواج أمسي إلى شاطئي، فصرت ثانية سركيس الراعي، وتحول مزمار يسوع إلى نايات رعاة لا عديد لهم يدعون قطعانا لا تعد ولا تحصى.
فقال «بان» ليسوع: أنت أقرب في شبابك إلى الموسيقى مني في شيخوختي، وفي سكوني قبل هذا اليوم بوقت طويل قد سمعت أنشودتك وذكر اسمك.
Unknown page