قال للموظف: «مرحبا يا سام! كيف الأحوال؟ هل تلقيت برقيتي؟»
فأجاب الموظف: «نعم، لكني لا أستطيع إعطاءك الغرفة رقم 27. فقد حجزت أسبوعا. لقد حجزت لك الغرفة رقم 85، واضطررت إلى التشبث بها بأسناني كي أتمكن من ذلك.»
اكتفى الشاب في رده بإشارة مقتضبة إلى الجحيم.
فقال الموظف بهدوء: «إنه ساخن. هل أتيت من كليفلاند؟» «نعم. أتوجد أي رسائل لي؟» «برقيتان. ستجدهما في الأعلى في الغرفة رقم 85.» «أوه، يبدو أنك كنت متيقنا تماما أنني سآخذ تلك الغرفة؟» «كنت متيقنا تماما من أنك ستضطر إلى ذلك. فإما تلك أو الطابق الخامس. الفندق مشغول عن آخره. لا أستطيع أن أحجز غرفة أفضل للرئيس نفسه لو أتى.» «أوه، حسنا، فما قد يكون جيدا كفاية للرئيس أستطيع تحمله بضعة أيام.»
نزلت يد الموظف على الجرس. فهرع الزنجي وأخذ حقيبة السفر.
قال الموظف: «خمسة وثمانون.» ثم اختفى الزنجي والتاجر الرحالة.
وأخيرا قال البروفيسور للموظف على استحياء: «أيوجد مكان أستطيع أن أترك حقيبتي فيه بعض الوقت؟». «حقيبتك؟»
رفعها البروفيسور ليريه إياها. «أوه، حقيبة سفرك. بالطبع. ألديك غرفة يا سيدي؟» وفي تلك اللحظة كانت يد الموظف تحوم حول الجرس. «لا. على الأقل، ليس بعد. فكما ترى، أنا ...» «حسنا. ها هو موظف الأمتعة على اليسار سيسجلها لك.»
فجأة قال رجل، دافعا نفسه أمام البروفيسور: «ألديك أي رسائل وصلت إلى بوند؟». فأخرج الموظف حزمة ممتلئة بالرسائل من الحجيرة التي تحمل العلامة «ب»، وناولها كلها للشخص المستفسر، الذي تفقدها سريعا، واختار اثنتين بدا أنهما موجهتان إليه، ثم دفع بقية الرسائل نحو الموظف، الذي وضعها حيث كانت من قبل.
ظل البروفيسور واقفا لحظة، ثم، حين أدرك أن الموظف قد نسيه، بحث عن موظف الأمتعة إلى أن وجده في حجرة مليئة بصناديق الأمتعة وحقائب السفر. كانت هذه الحجرة موصولة بالبهو الكبير عبر فتحة مربعة كانت حافتها السفلية في مستوى ارتفاع الصدر. وقف البروفيسور أمامها، وسلم الحقيبة إلى الرجل الواقف وراء هذه الفتحة، الذي سرعان ما علق قطعة نحاسية بمقبض الحقيبة برباط جلدي، وألقى القطعة النحاسية الأخرى إلى البروفيسور. لم يكن ذلك الأخير متيقنا، ولكن بدا أنه من المفترض أن يدفع شيئا ما للموظف، لكنه افترض صوابا أنه لو كان مطالبا بدفع شيء ما، لما تردد ذلك الرجل الفظ بعض الشيء في ذكر تلك الحقيقة، وقد أثبت حسه المنطقي السليم في ذلك التخمين أنه نبراس موثوق يهتدى به وسط البيئة المحيطة الغريبة. فلم يكن موظف الأمتعة يتسم بأي لطف ولو مصطنعا.
Unknown page