فسأله الوزير: «أين تريد أن تتم التجربة؟» «لا بد أن تجرى في منطقة نائية مقفرة، ويفضل أن تكون على قمة تل. وينبغي أن توجد بها إما أشجار وإما مبان قديمة يمكن تدميرها، وإلا فلن نستطيع تقدير تأثير الدمار كاملا.»
قال الوزير: «لدي مكان في الريف ناء ومقفر وغير ذي جدوى. وهناك بعض المباني الحجرية العديمة النفع، وهو ليس على قمة تل، ولكنه على حافة محجر لا يعمل منذ سنوات طويلة. ولا يوجد عمران أو سكان على مدى بضعة أميال حوله. فهل ستكون مثل هذه البقعة ملائمة؟» «ستكون ملائمة تماما. ما الوقت المناسب للذهاب إلى هناك؟»
قال الوزير: «سنرحل معا الليلة، ويمكننا أن نمضي اليوم كله غدا في إجراء التجارب.»
أجابه لامبيل وهو ينهض: «جيد جدا.» وذلك بعد أن حدد الوزير محطة القطار التي سيلتقيان فيها وساعة ذلك.
وفي مساء ذلك اليوم، وبينما كان الوزير يقود عربته باتجاه المحطة في موعد القطار، وجد لامبيل ينتظره ويمسك بسلسلة مقيد بها كلبان يبدو عليهما الحزن.
فسأله الوزير: «أتسافر بهذين الكلبين؟»
قال لامبيل والندم باد في صوته: «وجود الكلبين البائسين ضروري لتجاربنا. وسيكونان قد تحولا إلى ذرات بحلول هذا الوقت غدا.»
وضع الكلبان في شاحنة القطار، وأحضر المخترع معه حقيبة سفره إلى العربة الخاصة المحجوزة للوزير.
كان المكان - كما قال وزير الحربية - مقفرا ونائيا بما يكفي. وكانت المباني الحجرية الموجودة بالقرب من حافة المحجر المهجور سميكة وقوية، رغم أنها كانت خربة بصورة جزئية.
قال لامبيل: «لدي هنا في حقيبتي سلك كهربائي طوله بضع مئات من الأمتار. سأربط أحد الكلبين بهذا الطوق وسنحرره منه من بعيد عن طريق الضغط على هذا الزر الكهربائي. وفي اللحظة التي سيهرب فيها الكلب سيفجر المادة بلا أدنى شك.»
Unknown page