فرد عليه براون الشاب وهو يصيح: «سأنتبه إليه يا ستيبلز.» •••
هرع السيد براون الشاب على درج منزل السيد تيمبل في مدينة روتشستر، وضغط على الزر الكهربائي.
ثم سأل الخادمة: «هل ذهب السيد تيمبل إلى البنك بعد؟» «لا يا سيدي. إنه في غرفة المكتبة.» «شكرا لك. لا تزعجي نفسك. أنا أعرف الطريق.»
التفت السيد تيمبل حين دخل الشاب الحجرة، وحين رآه، هب واقفا على قدميه وقد علت وجهه نظرة ترقب أليمة. قال السيد براون وهو يضع رزمة على الطاولة: «هذه هدية صغيرة لك. أربعمائة وثمانية وسبعون ألفا؛ أوراق مالية من بنك إنجلترا وسندات من الولايات المتحدة.» قبض الرجل العجوز أصابع يده وجاهد أن يتحدث، لكنه لم يقل شيئا. •••
تساءل الناس عن سبب ذهاب السيد والسيدة براون إلى تورنتو في رحلة زفافهما في أوج فصل الشتاء. كان أمرا غريبا جدا وغير مألوف، ألا تعرفون؟!
المقعد السادس
كانت هي جادة ومخلصة، ولم يكن هو كذلك. وفي ظل هذا الوضع القائم، يمكن أن يحدث أي شيء. ربما كان ما حدث اعتياديا، أو هزليا، أو مأساويا، يتوقف ذلك على طباع المرأة وخبراتها. وفي هذه الحالة، لم يكن ما حدث سوى لقاء بينهما، التزم كل منهما بحضوره.
جاء هيكتور ماكلين إلى باريس بقرار عصامي، ونظرية في الألوان، ومبلغ صغير من المال. وقد دمرت باريس كل ذلك. كان هيكتور خاطبا فتاة لطيفة في موطنه، وكانت تلك الفتاة تعتقد أن قدره أن يصبح رساما عظيما؛ وكان هذا وهما يشاركها هيكتور فيه.
دلف هيكتور إلى حياة طالب الفن الباريسي بروح معنوية عالية، لكن بطريقة ما لم تتساو خبرته بما كان لديه من توقعات. إن ما قرأه في الكتب - الشعري منها والنثري - كان قد صنع هالة حول الحي اللاتيني؛ ومن ثم كان يشعر بخيبة الأمل حين افتقد وجود تلك الهالة. كانت الهالة الرومانسية تتسم بالأنانية والجشع، وبعد أشهر قليلة من انغماسه فيها صار يتوق إلى شيء أفضل.
يمكنك أن تحصل على كل شيء تقريبا في باريس، عدا ذلك الشيء الأفضل. ومثل هذا الشيء موجود بالطبع، لكنه نادرا ما يصادف طلاب الفن المعدمين عادة. لكن ما حدث هو أن هيكتور وجد ذلك الشيء الأفضل حين تخلى عن البحث عنه؛ إذ لم يكن الحظ يقف ضد ذلك الشاب.
Unknown page