Wahm Thawabit
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genres
19
من الواضح تماما أن علماء التصنيف ما زالوا يعتقدون بأن ثمة مشكلة للنوع، وفي القلب من هذه المشكلة فكرة التعريف، تلك الفكرة الفاترة بيولوجيا الحاسمة منطقيا. (2) أسماء الأصانيف بوصفها مفاهيم عنقودية
cluster concepts
لم يصل العلماء إلى اتفاق حول هذه الأسئلة خلال القرنين السابقين رغم وفرة الجهود المبذولة. ويقول ماير: إن المرء ليشعر بأن ثمة سببا خفيا وراء هذا الاختلاف الكثير. من أسباب عدم التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن أن علماء التقسيم وعلماء الفيلوجينيا يختلفون في الغرض من التصنيف؛ فالزمرة الأولى تريد أن تكون وحدة التقسيم هي وحدة التعرف، والأخرى تريدها أن تكون وحدة التطور. ولكن هناك أيضا سببا خبيئا لهذا الاختلاف الكثير، وهو قابلية كل من الطرفين من التصنيفيين للتأثر بالتعريف الأرسطي. من دلائل خطأ التعريف الأرسطي تلك النتيجة التي وصل إليها ماير وجميع التصنيفيين الآخرين تقريبا الذين تناولوا مشكلة النوع، وهي أنه «ربما يكون سبب الاختلاف هو حقيقة أن هناك أكثر من صنف من «النوع»، وأنه يلزمنا تعريف مختلف لكل من هذين «النوعين».»
20
وأفضل طريقة لكشف تأثير التعريف الأرسطي على علماء التصنيف هي أن نبحث تعريف نوع من الحدود هجر التصنيفيون بسببه التعريف الأرسطي بالفعل؛ وهو تعريف أسماء التصانيف
taxa . نحن ندرك الآن ببساطة ما أدركه أدانسون منذ مائتي عام تقريبا من أن أسماء الأصانيف لا يمكن أن تعرف بواسطة مجموعات من الخواص الضرورية حين تؤخذ فرادى والكافية حين تؤخذ مجتمعة؛ ذلك أنه قلما تكون أي خاصة ذات أي قيمة تصنيفية موزعة بين أعضاء أي أصنوفة
taxon
على نحو جامع مانع معا؛ فالخواص التي تستخدم لتعريف أسماء الأصانيف لا تخضع لحدود تصنيفية (لا تحترم حدودا تصنيفية). مثال ذلك: هل النصف حبليات داخلة في شعبة الحبليات أم هي شعبة مستقلة؟ ليس ثمة بين الخواص المستخدمة لتعريف «الحبليات»
chordate
Unknown page