وكذلك الأمراض، والآفات، والمصائب، التي تنزل علينا من أفعال الله تعالى فينا لأن خلقها خارج عن قدرتنا. وعلى هذا يحمل قوله تعالى { قل كل من عند الله } (النساء:78) فالسيئة هنا هي المصيبة نحو قوله تعالى { ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقال قد مس أبائنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهم لا يشعرون } (الأعراف: 95).
ولا شك في أن كثيرا من النعم والبلايا التي تصيبنا تقع بسبب منا، ولكن ذلك على سبيل الإعداد كما ذكرت. فالله تعالى هو الذي خلق الجسم بحيث أنه يتألم، ويمرض؛ وهو الذي خلق الجرثومة التي تسبب المرض؛ أما نفس وقوع المرض فقد يكون بسبب إهمال من الإنسان، أو بأسباب خارجة عن اختياره.
2. البعثة وصفات المبعوث
مما يعلمه العقل كذلك هو أنه تعالى لا بد وأن يبعث لنا من خلقه أكملهم، وأحسنهم ليدلونا عليه. وأدلة ذلك متعددة، خلاصتها أن المطلوب منا عبادة الله تعالى، ولا سبيل لنا إلى معرفة كيفية عبادته إلا بإخبار من الله تعالى؛ ونعلم أنه لم يخبرنا فردا فردا، فلا بد من أنه تعالى سيبعث أحد خلقه. ولأنه تعالى حكيم فلن يبعث لهذا الأمر إلا أكمل خلقه، ليؤدي عن الله أحسن ما يكون. وسيأتي تفصيل المسألة في كتاب النبوة إن شاء الله.
Page 79