Ustura Wa Turath

Sayyid Qimni d. 1443 AH
182

Ustura Wa Turath

الأسطورة والتراث

Genres

وقوله بالحنو، يريد حنو قراقر الذي مات فيه ذو القرنين بالعراق.»

48

وهناك اجتهادات أخرى ذهبت في تسمية «ذي القرنين» مذاهب مخالفة تماما لما أوردناه، وهو ما نجد له مثلا في كتاب «إكمال الدين» الذي يذهب بإسناده إلى «عبد الله بن سليمان» إلى أن «ذا القرنين» لم يكن لا «ضحاكا» ولا «عباسا» ولا «صعبا» ولا «ذا كرب»، إنما كان «... رجلا من أهل الإسكندرية يقال له: إسكندر»، ويذكر «الجزائري» أن بعض أهل السير، يذهبون إلى أنه «الإسكندر ابن فليقوس»؛ لأنه لا غيره ينطبق عليه ما جاء في القرآن الكريم وعلى اتساع ملكه، فالإسكندر - فيما يقول الرازي - قد حصد ملوك الغرب واجتاح الغرب كله، ثم اتجه شرقا ففتح بلاد الشام والعراق وفارس والهند والصين، ولما كان «الرازي» يرى ثبوت ذلك تاريخيا، فقد قطع أنه «الإسكندر المقدوني»،

49

وبأنه «ذي القرنين » نفسه في القرآن الكريم، وهو ذات عين المقصود بسؤال أهل مكة للنبي

صلى الله عليه وسلم .

وقد وافق «محمد فريد وجدي» في القرآن المفسر على رأي «الرازي» للأسباب نفسها، كما كان غير خاف ميل «المسعودي » الشديد للرأي نفسه، وإن حاول التوفيق بين ما يقوله التاريخ عن «الإسكندر» اليوناني، وبين ما ذهب إليه الإخباريون المسلمون حول يمنية «ذي القرنين»، فقال في «مروج الذهب»: «وقد ذكره تبع في شعره وافتخر به وأنه من قحطان، وقيل إن بعض التبابعة غزا مدينة رومية وأسكنها خلقا من اليمن، وأن ذا القرنين الذي هو الإسكندر، من أولئك المتخلفين بها، والله أعلم.»

50

أما «ابن هشام»، فبعد سرده لمختلف التقولات والتسميات، فقد انتهى في «السيرة» إلى أن «ذا القرنين» «من أهل مصر، وأنه الإسكندر الذي بنى الإسكندرية فعرفت به.»

51

Unknown page