65

Urjanun Jadid

الأورجانون الجديد: إرشادات صادقة في تفسير الطبيعة

Genres

وهذا هو «القطف الأول» أو «التفسير المبدئي» لصورة الحرارة، إذ يضعه الذهن في تساهل ودعة.

وبناء على هذا «القطف الأول» فإن الصورة أو التعريف الحقيقي للحرارة (الحرارة كفكرة عمومية لا كشيء نسبي - للحرارة معتبرة بالنسبة للعالم وليس بالنسبة للحس)، هي - باختصار - ما يلي: «الحرارة هي حركة تمددية تتقيد وتصارع خلال جزيئات الأجسام.» غير أن التمدد يعدل هكذا: «فبينما يحدث التمدد في جميع الاتجاهات، فإن لديه نزوعا إلى أعلى.» والصراع في الجزيئات يتعدل أيضا: «إنه ليس بطيئا، بل يحدث بعجلة وببعض العنف.»

أما بخصوص التعريف الإجرائي فالأمر واحد، إذا ما استطعت أن تثير حركة تمددية أو توسعية في أي جسم طبيعي، وأن تكبت هذه الحركة وتغلبها على أمرها بحيث لا تسمح للتمدد أن يتقدم بالتساوي، بل أن يكون مدفوعا جزئيا ومكبوتا جزئيا، ستكون بغير أدنى شك منتجا حرارة، سواء كان الجسم من الأرض (من العناصر كما يسمونها) أو مشربا بتأثير علوي، مضيئا أو معتما، خفيفا أو كثيفا، متمددا محليا أو محتوى داخل حدود أبعاده الأولى، مائلا إلى الذوبان أو في حالة ثابتة، حيوانا أو نباتا أو معدنا، ماء أو زيتا أو هواء أو أي مادة أخرى على الإطلاق قابلة لمثل هذه الحركة، والحرارة المدركة بالحس هي نفس الشيء ولكن معتبرة بالنسبة للحواس، ولنتقدم الآن إلى مساعدات أخرى. ••• (21) بعد إكمالنا لقوائم العرض الأول، وبعد «الرفض» أو «الاستبعاد»، وبعد إتمام «القطف الأول» على أساسها، علينا أن نتقدم إلى مساعدات أخرى للذهن في «تفسير الطبيعة» وفي «استقراء» صحيح وتام، وسوف أظل في تقديمها أستخدم الحرارة والبرودة عندما نحتاج إلى القوائم، أما عندما لا يتطلب الأمر إلا أمثلة قليلة فسوف أستخدم أي أمثلة أخرى بحيث أوسع نطاق المذهب دون أن أشوش على البحث.

سأتناول إذن في المقام الأول الأمثلة أو «الشواهد ذات الامتياز»

privileged instances ،

26

وأتناول ثانيا مدعمات (دعائم) الاستقراء، وثالثا تنقيح الاستقراء، ورابعا تكييف البحث وفقا لطبيعة الموضوع، وخامسا الطبائع ذات الامتياز من حيث الدراسة، أو ما ينبغي أن يأتي أولا وما ينبغي أن يأتي لاحقا في البحث، وسادسا حدود البحث أو ملخص جميع الطبائع الموجودة في العالم، وسابعا التطبيق على الأغراض العملية أو ما يتصل بالإنسان، وثامنا التجهيزات الخاصة بالبحث، وتاسعا وأخيرا المقياس الصاعد والهابط للمبادئ. ••• (22) من بين «شواهد الامتياز» سأضع أولا الأمثلة أو «الشواهد الانفرادية (المنعزلة)»

solitary instances ،

27

والشواهد الانفرادية هي شواهد تظهر الطبيعة محل البحث في موضوعات لا تتفق فيما بينها في أي شيء عدا هذه الطبيعة، أو التي لا تظهر الطبيعة محل البحث في موضوعات تتماثل في كل شيء عدا هذه الطبيعة، ومن الواضح أن شواهد من هذا النوع من شأنها أن تختصر الطريق وتعجل بعملية الاستبعاد وتقويها، بحيث يستوي أن تضع منها شواهد قليلة أو كثيرة.

Unknown page