Tuhfa Saniyya
التحفة السنية (مخطوط)
Investigator
شرح الجزائري
Edition Number
نسخة مخطوطة
البلغمية ويزيلها الاستنشاق في الوضوء وغيره والاستنثار وهو نثر ما في الأنف بالنفس وقال ابن الأثير في حديث الوضوء إذا توضأت فانثر وفي حديث آخر من توضأ فلينثر وفي آخر كان يستنشق ثلاثا في كل مرة ويستنثر نثر ينثر بالكسر إذا امتخطه واستنثر استفعل منه أي يستنشق الماء ثم يستخرج ما في الأنف فينثره وقيل هو من تحريك النثرة وهي طرف الأنف انتهى وربما لا يكفيان في الإزالة لكثرة اللزوجة فيستعان بالإصبع وما يجتمع على الأسنان وأطراف اللسان من القلح وهو محركة صفرة الأسنان وفيه تغليب ويزال بالسواك بالأراك وما ينوب منابه والمضمضة وإدارة الإبهام والمسجة في الفم وما يحدث في اللحية من الدرن والشعث وهو الغبار والتلبد والانتشار ويزال بالتسريح بالمشط فإن لم يكن فبالأصبع والغسل وأكمله ما كان بالصابون والسدر تأسيا بالنبي صلى الله عليه وآله وما يجتمع في البراجم وهي معاطف ظهور الأنامل أو مفاصل الأصابع كلها أو ظهور القصب من الأصابع أو مفاصل الأصابع التي بين الأشاجع والرواجب أو رؤس السلاميات من ظهر الكف إذا قبض القابض كفه نشرت وارتفعت واحدهما برجمة بالضم وفي الرواجب وهي رؤسها أو ما بين العقد من داخل كما في الوافي نقلا عن النهاية أو مفاصل أصول الأصابع أو بواطن مفاصلها أو هي قصب الأصابع أو مفاصلها أو ظهور السلاميات أو ما بين البراجم من السلاميات أو المفاصل التي تلي الأنامل ثم البراجم ثم الأشاجع اللاتي يلين الكف واحدتها راجبة ورجبة بالضم والذي وجدت في النهاية تفسيرها بما بين عقد الأصابع من دون قيد الداخل فما في الوافي كأنه لا يخلو عن سهو في النقل ولم يذكر فيه تفسيرها برؤس الأنامل ولا وجدته فيما حضرني من كتب المعنى بهم فهو أعلم بما قال وليس في بعض النسخ ذكر البراجم والرواجب وما يجتمع تحت الأظفار لا سيما إذا طالت من الوسخ ويزال بالغسل والاخراج إن كانت قصيرة والقلم وحده أو مع أحدهما إن كانت طويلة وما يقع على جميع البدن برشح العرق من داخل والغبار من خارج ويزال بالحمام والدلك وغسل الجمعة وهذه كلها تشترك في وجوب الإزالة إذا كانت حايلة عن وصول الماء إلى ما يجب ايصاله إليه من البشرة في الطهارات ولا يكفي امساسها بالماء لأنها ليست من أجزاء البدن ومنها ما هو أجزاء منه وهو شعر الرأس من الرجال ويزال بالحلق بالموسى وهو أفضل من إطالته واتخاذه وإن أكرمه بالغسل والترجيل والتدهين وإنما ندب إلى اكرامه متخذة ففي الحديث النبوي من اتخذ شعرا فليحسن ولايته أو ليجزه وشعر باطن الأنف ويزال بالنتف أو القرض وهو الأولى لسلامته من غائلة النتف وإن كان أبلغ في التنظيف وما طال من الشارب واللحية ويجزه وما خرج عنهما من شعر الوجه ويزال بالنتف أو الحلق وشعر الإبط والعانة وهي هنا المحل ويقال الركب بفتحتين وربما تطلق على نفس الشعر النابت فيه وهو الأغلب وسائر البدن غير ما ذكر ويزال بالحلق والنورة وهي الدواء المركب من النورة والزرنيخ وهو أقوى الجزئين في التأثير ومنه المثل العمل للزرنيخ والاسم للنورة وينوب منابها كل ما يعمل عملها من المفردات من المركبات القطاعة وما طال من الأظفار ويزال بالقلم والقرض ونهى عن أخذها بالأسنان وغلفة الحشفة وهي الجلدة المنطوية عليها وما للنساء من ذلك من الجلدة الزائدة وتزال بالختان وتخص الثانية باسم الخفض وهو لهن مستحب اجماعا وعن أبي عبد الله (ع) خفض الجواري مكرمة وليس من السنة ولا شيئا واجبا وأي شئ أفضل من المكرمة والختان للرجال واجب بلا خلاف وهو من العشر الحنيفية والمخاطب به في الغلام الولي ولو أسلم غير مختون وجب عليه الختان وإن طعن في السن وهو شرط لصحة الطواف والإمامة باب آداب التنظيف عن الاتفاث المذكورة وهي في كل من التدهين والترجيل أن يكون غبا ويكره الادمان كل يوم لا سيما للرجال فعن أبي عبد الله (ع) لا يدهن الرجل كل يوم يرى الرجل شعثا لا يرى منزلقا كأنه امرأة وروي في الأسبوع مرة ومرتين وفي الشهر مرة وأن يدعو فيه بالمأثور عنه (ع) إذا اتخذت الدهن على راحتك فقل اللهم إني أسئلك الزين والزينة والمحبة وأعوذ بك من الشين والشنان والمقت ثم اجعله على يافوخك ابدأ بما بد الله به وعنه (ع ) إذا أراد أحدكم الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس وليضعه على أم رأسه ثم يسرح مقدم رأسه ويقول اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عني الوباء ثم يسرح مؤخر رأسه ثم يقول اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه من قيادي فيردني على عقبي ثم يسرح الشعر على حاجبه ويقول اللهم زيني بزينة الهدى ثم يسرح الشعر من فوق ثم يمر المشط على صدره ويقول في الحالين معا اللهم سرح عني الغموم والهموم ووحشة الصدور ووسوسة الشيطان ثم يشتغل بتسريح للشعر ويبتدئ به من أسفل ويقرء إنا أنزلناه في ليلة القدر وإن بلغ في طوله حد الفرق فرق وإلا دخل في الوعيد المذكور في حديث أبي عبد الله (ع) من اتخذ شعرا ولم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار وهذا التوعيد العظيم يؤذن بالوجوب وفي كل من الاستنشاق والاستنثار والمضمضة التثليث كما تقدم في حديث الاستنثار وفي عهد أمير المؤمنين (ع) لمحمد بن أبي بكر الذي رواه المفيد في مجالسه وكذا أبو علي بن الشيخ وفي حديث علي بن يقطين الذي رواه المفيد أيضا في ارشاده والراوندي في الخرايج عن أبي الحسن (ع) تثليث المضمضة والاستنشاق في الوضوء والدعاء بالمأثور في حديث ابن الحنفية وهو سند المضمضة اللهم لقني حجتي يوم ألقاك وأطلق لساني بذكراك وعند الاستنشاق اللهم لا تحرم علي ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها وأما دعاء الاستنثار فلم أظفر
Page 97