212

فقال الملك: «ولكنه قد قام بخدمتك وعانى من أجلك كثيرا.»

فأجابته أديث بقولها: «ولقد جازيته على خدماته شرفا وثناء، وعلى آلامه دموعا وبكاء؛ فلئن كان يطمح إلى غير هذا من ثواب فمن الحكمة أن يعقد حبه بفتاة من مرتبته.»

فقال لها الملك رتشارد: «إنك إذن لا تلبسين قميص الليل الدامي من أجله؟»

فأجابته أديث قائلة: «كلا، وما كان لي أن أطلب إليه أن يستهدف بحياته للخطر بعمل فيه من الجنون أكثر مما فيه من الشرف.»

فقال الملك: «هكذا أبدا تتكلم العذارى, وإذا ما تقدم العشيق المحبوب يطلب يد فتاته تنهدت وقالت له إن نجمها يحكم بغير هذا.»

فأجابت أديث عزيزة النفس وقالت: «إن جلالتك الآن تهددني للمرة الثانية بتأثير طالعي؛ صدقني، مولاي، إنه مهما يكن من سلطان النجوم، فإن قريبتك المسكينة لن تقترن بكافر أو مغامر مجهول. اسمح لي أن أصغي إلى موسيقى بلندل، لأن نغم تخديرك الملكي لا يشنف الآذان.»

ولم يحدث بقية المساء ما يستحق الذكر.

الفصل الثامن والعشرون

هل سمعت ضجيج المعركة وضوضاءها

حينما يتكسر النصال على النصال، ويلتقي بالجواد الجواد؟

Unknown page