ففي أحد طرفي هذا التسلسل، يكون الأشخاص الثنائيو اللغة في وضع أحادي اللغة؛ كما يحدث عند حديثهم مع أشخاص أحاديي اللغة (أو الكتابة إليهم) بلغة من اللغات التي يعرفونها (مثل أفراد الأسرة أو الأصدقاء أو الزملاء). يمكن أن يصبحوا أيضا في هذا الوضع عند قراءتهم كتابا مكتوبا بإحدى لغاتهم، أو مشاهدتهم برنامجا تليفزيونيا بلغة واحدة فقط. أما في الطرف الآخر من هذا التسلسل، يجد الأشخاص الثنائيو اللغة أنفسهم في وضع لغوي ثنائي اللغة عند تواصلهم مع ثنائيي اللغة آخرين يشتركون معهم في اللغتين نفسهما، مثل الأصدقاء المقربين أو الإخوة، ويشعرون معهم بإمكانية إدخال اللغة الأخرى. قد يصبحون أيضا في وضع لغوي ثنائي اللغة عند استماعهم إلى حوار بين ثنائيي اللغة آخرين تستخدم فيه اللغتان. قد يصبح ثنائيو اللغة أيضا في وضع متوسط على هذا التسلسل؛ على سبيل المثال: عندما يكون المتحدث معهم ثنائي اللغة لكنه لا يحب إدخال اللغة الأخرى في الحوار، أو عندما يتحدثون عن أحد الموضوعات باللغة «الخطأ» (فعلى الأرجح تفعل لغتهم الأخرى في هذا الموقف، حتى إن لم يستخدموها).
يختلف بعض الأشخاص الثنائيي اللغة عن بعض فيما يتعلق بمقدار تحركهم عبر تسلسل الوضع اللغوي؛ فيبقى البعض عند نقطة الوضع الأحادي اللغة، بينما يتحرك آخرون يمينا عبر التسلسل، ويختارون نقاطا مختلفة بناء على الموقف، والشخص الذي يتحدثون إليه، والموضوع، إلى آخره. وقد يجد الذين يعيشون في مجتمعات ثنائية اللغة أنفسهم عند نقطة الوضع الثنائي اللغة خلال الجزء الأكبر من يومهم. قد يحدث التحرك عبر التسلسل في أي وقت، بمجرد وجود حاجة إليه؛ فربما نبدأ عند نقطة الوضع الأحادي اللغة ثم ندرك، في منتصف الحوار، أن الشخص الذي نتحدث إليه ثنائي اللغة، فننتقل إلى الوضع الثنائي اللغة. كذلك قد نبدأ عند نقطة الوضع الثنائي اللغة ثم ندرك، بمجرد بدء الحوار، أن الشخص الذي نتحدث إليه لا يحب التبديل بين اللغات؛ وعندها سنوقف تفعيل اللغة الأخرى ونتحدث بلغة واحدة فقط.
يعتقد كثير من الباحثين أنه في الوضع الأحادي اللغة، لا تعطل اللغة التي لا تفعل بالكامل (لاحظ أن المربعين الموجودين في الشكل
4-1
اللذين يعبران عن اللغتين غير المفعلتين ليسا باللون الأبيض، وإنما يمتلئان جزئيا بخطوط مائلة)، والسبب في ذلك أن الأشخاص الثنائيي اللغة يتأثرون دوما بلغتهم الأخرى، حتى في المواقف الأحادية اللغة. ونستطيع أن نرى هذا في التداخلات القوية التي تحدث؛ وهي التغييرات التي تحدث نتيجة للغة غير المفعلة، مثلما يحدث عندما يقول المرء بالإنجليزية:
He liked very much the person ، بناء على التركيب الفرنسي:
Il aimait beaucoup la personne (فقدم الحال تماما كما في ترتيب الجملة في الفرنسية).
في الوضع الثنائي اللغة، تكون اللغة الأساسية عادة أكثر تفعيلا من اللغة الأخرى (الثانوية)، لكن توجد حالات يجب فيها تفعيل اللغتين بالكامل، مثلما يحدث عندما يستمع شخص ثنائي اللغة إلى شخصين يتحدثان لغات مختلفة، أو عندما تقوم بترجمة شفوية. في الحالة الثانية، لا بد من تفعيل المرء للغتين بالكامل؛ اللغة الرئيسية (اللغة المترجم منها) واللغة المستهدفة (اللغة المترجم إليها). لاحظ أيضا أنه في الوضع الثنائي اللغة يمكن أن تتغير اللغة الأساسية؛ فقد يبدأ المرء متحدثا باللغة الأولى إلى من يتحدث إليه، ثم يتحول إلى اللغة الثانية عن طريق تغيير مستويات تفعيل اللغتين (وهو أمر لا يمكن حدوثه في الوضع الأحادي اللغة).
توجد أيضا حالة الشخص الثلاثي أو الرباعي اللغة. يوضح الشكل
4-2
Unknown page