ويلي اللغة الإسبانية، في قائمة العشر لغات الأولى، العديد من اللغات الآسيوية (الصينية والتاجالوجية والكورية والفيتنامية)، بالإضافة إلى بعض اللغات الأوروبية «القديمة» (الفرنسية والألمانية والإيطالية والروسية والبولندية)، التي قل عدد المتحدثين بها (فيما عدا الروسية)، مقارنة بما كان عليه الوضع في الماضي. وجدير بالذكر أن عدة لغات من تلك التي كانت موجودة ضمن قائمة أول عشر لغات في منتصف القرن العشرين، مثل اليديشية واللغات الإسكندنافية؛ انخفض عدد المتحدثين بها بشدة في عام 2000؛ على سبيل المثال: انخفض عدد المتحدثين باللغة اليديشية من 1,7 مليون شخص في عام 1940، إلى أقل من 200 ألف شخص في عام 2000 (وكان أكثر المتحدثين بها في الأساس من كبار السن).
إجمالا، الثنائية اللغوية ظاهرة عالمية، توجد في كل القارات وفي غالبية دول العالم. وفي بعض الدول، مثل الدول الأفريقية والآسيوية التي مع الأسف لا توجد لدينا بيانات كافية عنها، على الأرجح تفوق نسبة الثنائية اللغوية فيها النسبة الموجودة في أوروبا وأمريكا الشمالية. كتب أحد المتحدثين باللغات اللوغندية والسواحلية والإنجليزية عن أوغندا قائلا:
يشجع كل شخص في بلدي على الحديث بأكبر عدد من اللغات يمكنه إجادته. ولكوني ثنائي اللغة أجد أنني أستطيع التحدث مع عدد كبير من الناس من مختلف أنحاء أوغندا.
14
ويقول أحد ثلاثيي اللغة من غانا، يتحدث بالأكانية والفانتية والإنجليزية:
يفخر الناس بكونهم ثنائيي اللغة لأن الناس بوجه عام ينظرون إليهم باحترام. توجد بعض اللغات السائدة، وتمثل القدرة على التحدث بها ميزة كبيرة. تشجع غانا بوجه عام على الثنائية اللغوية، وخبرتي كأحد الأشخاص الثنائيي اللغة رائعة؛ ويرجع هذا لتمكني من التواصل بحرية وسهولة مع الآخرين الذين لا تربطني بهم صلة قرابة.
15
الفصل الثاني
وصف الأشخاص الثنائيي اللغة
كنت أجلس في أحد الأيام على أحد المقاهي في الهواء الطلق وسمعت ثلاثة أشخاص يتحدثون عن معنى أن تكون ثنائي اللغة. أصغيت جيدا لكنني قاومت إغراء مقاطعتهم بشدة، على الرغم من أنهم كانوا يتحدثون عن موضوعي المفضل. أصر أحدهم على أن معنى كون المرء ثنائي اللغة أن يتحدث لغتين بطلاقة تامة. وافق شخص آخر على كلامه وأضاف أن الشخص الثنائي اللغة لا بد له أن ينشأ أيضا على اللغتين. أما الشخص الثالث فلم يكن متأكدا مثلهما، وذكر ببساطة أن الشخص الثنائي اللغة يستخدم لغتين بانتظام، ثم قال: «على أية حال، قد يعرف شخص ما لغتين بطلاقة، لكنه لا يستخدم إحداهما على الإطلاق تقريبا، فهل هذا يجعله ثنائي اللغة؟ وماذا عن شخص لا يعرف لغتين بالمستوى نفسه لكنه يستخدمهما بانتظام؟ ألا يمكن وصف هذا الشخص بأنه ثنائي اللغة؟» أخذت رشفة من قهوتي بهدوء وأنا أجلس على الطاولة المجاورة، وقطعت وعدا على نفسي بأن أكتب فصلا في كتابي القادم عن الثنائية اللغوية حول هذه النقطة.
Unknown page