1022

Al-Luʾluʾ al-maknūn fī sīrat al-nabī al-maʾmūn

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

Publisher

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

الكويت

Genres

تَتَهَدَّمُ أَمَامَ حَمَلَاتِ المُسْلِمِينَ العَنِيفَةِ، وَاقْترَبَتِ المَعْرَكَةُ مِنْ نِهَايَتَهَا، وَأَخَذَتْ جُمُوعُ المُشْرِكِينَ فِي الفِرَارِ وَالِانْسِحَابِ، وَرَكِبَ المُسْلِمُونَ ظُهَورَهُمْ (١) يَأْسِرُونَ وَيَقْتُلُونَ حَتَّى تَمَّتْ عَلَيْهِمُ الهَزِيمَةُ (٢).
* نَهْيُ الرَّسُولِ ﷺ عَنْ قَتْلِ رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ:
وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَئِذٍ عَنْ قَتْلٍ عَدَدٍ مِنْ رِجَالِ قُرَيْشٍ فَقَالَ ﷺ: "إنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ قَدْ أُخْرِجُوا كُرْهًا، لَا حَاجَةَ لَهُمْ بِقِتَالِنَا، فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ أَبَا البَخْتَرِيِّ بنَ هِشَامٍ (٣) فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ العَبَّاسَ بنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ، عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُ إِنَّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا" (٤).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ بَدْرٍ: "مَنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأْسِرُوا مِنْ بَنِي

(١) الظَهرُ: هي الإبل التي يُحمل عليها وتُركب. انظر النهاية (٣/ ١٥١).
(٢) انظر الرحيق المختوم ص ١٢٩.
(٣) قال ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٤١): وإنما نهى رَسُول اللَّهِ ﷺ عن قتل أبي البَخْتَري؛ لأنه كان أكفَّ القوم عن رَسُول اللَّهِ ﷺ وهو بمكة، وكان لا يؤذيه، ولا يبلغه عنه شيء يكرهه، وكان ممن قام في نقضِ الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم وبني المطلب.
(٤) أخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب دعاء أبي حذيفة بالشهادة - رقم الحديث (٥٠٤٢) - وابن إسحاق في السيرة (٢/ ٢٤٠) - والبيهقي في دلائل النبوة (٣/ ١٤٠) وإسناده حسن.

2 / 424