نظر إلى نوار سعد كأنه لأول مرة ينتبه لوجودها، بصق سعوطه ثم قال وفي ابتسامة ساخرة: أنت امرأة جميلة حقا، ولكن كيف استطاع هذا الرجل معاشرة امرأتين في آن واحد؟ وربما سرير واحد، ألا تغاران؟ مجرد غيرة، أنتما تذكرانني بداعرات راسبوتين. ألك زوج؟
قال له بأدب: أيها الرجل حاول بقدر الإمكان أن تكون محترما.
قال: بالتأكيد أنا رجل محترم، وإلا لما سمحت لذئب مثلك أن يدخل بيتي ويسرق امرأتي.
قالت له نوار: أنت رجل غريب، هل امرأتك هذه قطعة أساس حتى تسرق، أهي كرسي؟!
ثم ضحكت في مكر وهي تمضي داخل الحقل وعلى ظهرها طلمبة الرش ثم لحق بها المختار، وبقيت وهو وحدنا.
قال بهدوء: سأفعل كل ما تطلبين إذا عدت إلى البيت الآن.
قلت: أنا لا أريد منك شيئا إطلاقا، فقط لو تطلقني.
قال وهو يحاول جاهدا أن يخبئ ابتسامة خبيثة كانت تحاول الإفصاح عن نفسها: سأطلقك. - أيضا لن أذهب معك.
وأخذنا في نقاش يبرد حينا ويحمر جمره حينا إلى أن عاد مرة أخرى المختار، وعادت معه نوار، وحان وقت الرجوع إلى المحراب، قال المختار: أنا رجل قانون درست القانون أربع سنوات ... ولم أر في حياتي كلها مثل هذه الفوضى.
قلت له: أنت تاجر، ليس أكثر من تاجر، وكل شيء فيك تاجر ...
Unknown page