وعندما رشوت ضابط الجمارك أخذتها معي للبلاد الكبيرة. قالت لي نوار ضاحكة: وكانت سابا تجيد الغناء والرقص والطباخة والحوار أيضا.
مع هذه الحبشية كانت تقيم نوار سعد في بيتها «بالحلة الجديدة» بقلب المدينة الكبيرة. وعن طريق هذه الحبشية استطاع أمين أن يدخل حجرة نوم نوار سعد، وأن يرمي سرواله على سجادها الفاخر.
في الجسد
ما بين ذهول وإعجاب ...
ما بين ذهول وإعجاب وما بين غضب وحنق كانت نوار تحكي لي هذه التفاصيل، ولكنها في كلا الحالتين كانت تكن لسابا احتراما عجيبا كذلك الاحترام الذي تكنه الشجرة للريح، فالريح قد تقتلعها من أصلها، وقد تسقط أوراقها وتكسر فروعها، ولكنها بالرغم من ذلك تنحني في خشوع أمام الريح معترفة بقوتها وفضلها عليها، حيث إنه لا ماء بغير الريح، قالت لي نوار وأخبرتني بأن أمين ينتظرني بالصالون قبل ساعة وأنه يريد مقابلتي، قلت لها: قولي له إنني نائمة. قالت بأدب: لقد قلت له ذلك ولكنه أصر بشدة، وحاول أن يأتي بنفسه إلى هنا. قلت لها: قولي له إنني لا أريد مقابلته. - لقد قلت له ولكنه قال سيبقى للصباح هنا. - قولي له إننا قد نستعين بالشرطة. قالت: لقد قلت له ذلك، ولكنه قال لا بأس، فلتأت الشرطة. قلت لها: ألا تدرين كيف التصرف معه؟! قالت: أنت تعلمين أنه عبيط، ويا ويل العبيط إذا أحب، ويا ويل المحبوب منه. وعرفت أنها كانت تعني أنه أتعبها وأرهقها ولا مخرج منه، فقلت لها دون تفكير: دعيه ... قولي له أن يأتي. قالت: ولكن ارتدي ملابسك، هل ستستقبلينه بهذه الهيئة؟ شبه عارية. - نعم، قولي له أن يأتي.
فخرجت في خطوات رشيقة وبعد قليل جاءني أمين داخلا، وكنت في ملابس النوم وشعري غير مصفف، وعلى وجهي أثر النعاس، قال بصوت واهن مخنوق: سلام. - رددت السلام، ثم سألته: ماذا تريد؟
قال وبصوت فيه عبرة وهو يحاول أن يتجنب النظر إلي مباشرة: لا ... لا شيء، كنت أريد أن أتحدث معك ... أنا أحبك.
قلت ببرود ومكر: تريد أن تقول إنك تحبني ... ها ... لقد سمعتها، ماذا بعد؟ هل تريد شيئا آخر؟ ثم خلعت قميص النوم وبقيت عارية تماما وقلت له: اخلع ملابسك. وبأيد مرتعشة خلع ملابسه ورمى بسرواله على السجاد ووقف كتمثال الجليد. قلت له ببرود: تعال ... افعل ما شئت، ألم تسع لذلك؟ ألا تريد النوم معي؟ أنا هنا في انتظارك ... تعال ...
لكنه ظل واقفا وهو ينظر نحو عضوه بين الفينة والأخرى، وكان مرتخيا منكمشا وباردا ولا حياة فيه، فضحكت قائلة: ماذا تنتظر؟ ألم أقل إنك لا تستطيع فعل شيء؟ أنت لا تزال طفلا ...
فنظر إلي نظرة كلها بؤس وحرمان، نظرة ما زلت أراها ماثلة أمامي كجوع مليون مشرد، ثم أخذ يرتدي ملابسه بكل هدوء، وحينما أخذ طريقه للخارج - خارج الحجرة - أمسكت به، وكان طيعا وهادئا كأرنب منوم مغناطيسيا ... وأخذت في خلع ملابسه مرة أخرى.
Unknown page