Tarikh Falasifat Islam

Muhammad Lutfi Jumca d. 1372 AH
196

Tarikh Falasifat Islam

تاريخ فلاسفة الإسلام: دراسة شاملة عن حياتهم وأعمالهم ونقد تحليلي عن آرائهم الفلسفية

Genres

شمس وليل معا من أحسن الصور

وفي شهر ربيع الأول سنة 600ه لما كان الإمام أبو عبد الله محمد ابن العربي في تمام الأربعين من عمره يؤدي فريضة الحج، كتب إلى صديقه وأخيه محمد بن عبد العزيز أبي بكر القرشي المهدوي نزيل تونس في تلك السنة رسالة، أرسل فيها إليه تحية رفيقة عبد الله بدر الحبشي الذي كان معه في الحج، كما أرسل سلامه إلى أبي عبد الله ابن المرابط وأبي عتيق والحاج معافى وأبي محمد الحافظ وعبد الجبار وعبد العزيز البابلي وعبد الله القطان، ونعى إليهم محمد التائب الذي توفي بين مكة والمدينة على مرحلة من الأولى بين مرو وعسفان، وقال الشيخ إنه بعد أن كتب تلك الرسالة طاف بها أسبوعا وألمسها الحجر الأسود والملتزم والمستجار، وأدخلها البيت العتيق والمواضع الفاضلة تيمنا وتبركا.

ولم تكن تلك الرسالة قاصرة على تبليغ الأشواق ونعي صديق الجماعة، بل كانت تنطوي أيضا على مسألتين من أهم المسائل التي تلقي نورا جديدا على حياة هذا العالم الصوفي، وقد أطلق عليها اسم «رسالة الروح القدس» وهي تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: مناجاة بين محيي الدين ونفسه، وهي شبه اعتراف وتعنيف وتهذيب والقسم الثاني: يشتمل على أسماء معظم الرجال والمشايخ الذين لقيهم وتلقى عنهم وصحبهم في حياته. قال: «ولقد لقينا من المشايخ والإخوان والنساء ما لو دونت أحوالهم وسطرت كما سطرت أحوال من تقدم، لرأيت الحال الحال والعين العين في الأعمال والجد والإشارات وصحة القصد، فيا ولي تعال نقم مأتما للفراق، ونندب إخواننا الظاعنين!» (9) مشايخ محيي الدين في الطريق

وأولهم: أبو جعفر العريني، وصل إلى أشبيلية في أول دخول محيي الدين إلى الطريق. والثاني: أبو يعقوب يوسف بن يخلف الكومي العبسي وهو من أصحاب أبي مدين، وكان يقول: «إذا شاء الشيخ أخذ بيد المريد من أسفل سافلين وألقاه في عليين في لحظة واحدة.» والثالث: صالح العدوي. والرابع: أبو عبد الله محمد السرقي. والخامس: أبو يحيى الصنهاجي.

السادس: أبو الحجاج يوسف السبريلي (نسبة إلى قرية بالشرق على فرسخين من أشبيلية) ويروي لنا محيي الدين أن الشيخ يوسف هذا كان يمارس الطب الروحاني، فقد رأى محيي الدين عنده رجلا في عينيه وجع شديد، يصيح منه مثل المرأة النفساء (كذا)، فاصفر وجه الشيخ وقلع يده المباركة ووضعها على عينيه فسكن الوجع من جبينه، واضطجع الشخص كأنه الميت، ثم قام وخرج مع الجماعة وما به من بأس. وروى الشيخ ابن العربي رواية من قبيل القصص العجيبة، وهي أنه كانت لشيخه يوسف السبريلي هرة سوداء شديدة النفور من عامة الناس، ولكنها تأنس للأولياء وتميزهم.

السابع: أبو عبد الله محمد بن قسوم وكان يعيش من صناعة القلنسوات، ويرزقه الله حينا من غير تعب ولا سعي.

الثامن: أبو عمران موسى بن عمران المارتلي، حبس نفسه في بيته ستين عاما، وكان على طريق المحاسبي، لا يقبل من أحد شيئا ولا يطلب حاجة لنفسه، ولا لغيره.

التاسع والعاشر: الشقيقان أبو عبد الله محمد الخياط وأبو العباس أحمد الأشبيليني، وكان الأول شديد البر بوالدته حتى ماتت، وكان الثاني ينادي من وراء حجاب.

الحادي عشر: أبو عبد الله محمد بن جمهور، كان يكره الشعر ولم ينشده في حياته، وإذا سمع دفا وضع أصابعه في أذنبه.

الثاني عشر: أبو علي الشكاز وكانت صناعته نوعا من الدباغة.

Unknown page