Tarikh Cilm Adab
تاريخ علم الأدب: عند الإفرنج والعرب وفكتور هوكو
Genres
كرهت فراقك وهي ذات تفجع ... إلخ.
وله أشعار بالفارسية أيضا يرد بها على من اتهمه بالكفر والإلحاد. ومن كلام أبي بكر الرازي محمد بن زكريا قوله:
لعمري ما أدري وقد آذن البلى
بعاجل ترحال إلى أين ترحالي
وأين محل الروح بعد خروجها
من الهيكل المنحل والجسد البالي
إلى غير ذلك مما أتى على هذا النسق من كلام أهل هذه الطبقة.
فإن لم يكن لفنون الأدب الأعجمية كبير تأثير على شعر العرب ونثرهم، فهل لفنون الأدب العربي تأثير على شعر الإفرنج؟
بينا أبحث عن جواب هذا السؤال، وإذ رأيت في جريدة طرابلس الشام عدد 462 مقالة في الزجل والتوشيح وكتاب العذارى المائسات، الذي استخرجه صاحب جريدة الأرز من سفر قديم العهد مخطوط بالحرف المغربي المثبج عثر عليه في خزانة كتب بدير القديس أنطونيوس للرهبانية الحلبية في رومة، وقال فيه: فتصفحته فإذا فيه طائفة كثيرة من الشعر الفائق مقطعات ومختارات، خرج بها ناظموها عن أوزان الشعر العربي المعينة، وأجزاء بحوره المفروضة، وأحكام أعاريضها وضروبها المطردة بيد أنهم أجادوا في ذلك منتهى الإجادة، فانتقيت مما عثرت عليه كل نفيس ... خدمة لأهل الأدب وإثباتا لسبق العرب إليها؛ وبعد أن ذكر صاحب المقالة تعريف الموشح، والزجل وعروض البلد، والمزدوج، والكاري، والملعبة، والغزل وغير ذلك قال:
وقد استحسن شعراء الإفرنج من الإسبان، والألمان، والطليان، والفرنساويين هذه الضروب من فنون الشعر العربي، ونسجوا على منوالها كما يرى ذلك من دواوين شعرائهم، ولا مراء بأن ذلك انتقل إليهم من العرب حيث لم يأنسوا بأنوار هذه المستحدثات، إلا في أواخر القرن الثالث عشر. والمتصفح لكتب العرب والإفرنج يرى شذرات من هاتيك العذارى، ولكن قل أن يراها مجتمعة في صفحات عديدة أو كتاب واحد مع أنها في درجة عليا من الحسن والجودة، وتطريب السامع. (انتهى).
Unknown page