Tajriba Unthawiyya
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
Genres
حاولت أن تكيف ذهنها، وتحول تروسه إلى نقطة تمكنها من مجادلته. وكان ذلك عسيرا. فقد بدا لها حديثه آتيا من أرض غريبة تماما عن تلك التي عاشت فيها، ولم تجد العبارات الواضحة التي تمكنها من اختراق الحدود.
بدأت في تردد: «هناك أنواع كثيرة من السطوة.»
وافقها في سرور: «بالتأكيد. ولدى كل شخص النوع الذي يناسبه. هذا ما يجب أن يدركه فاعلو الخير. الجميع يعرفون ما يريدون، وهم يحصلون عليه.»
انتصب جدار في الحدود القائمة بين بلديهما. - «القوة السياسية لا يريدها كل إنسان. ولا يستطيع الجميع استخدامها. لكن كل واحد يريد بعضا منها. ولدى الجميع بالفعل هذا البعض. وقد تكون مجرد السلطة على الزوجة والأولاد، أو في لعبة كرة أو شطرنج.» - «القوة التي تتحدث عنها تبدو ذكورية تماما .. السلطة على الزوجة والأولاد؟» - «أوه، يا للنساء! يا إلهي، هل راقبتهن عن كثب، هاته الأمهات، التابعات، السلبيات، المجردات من كل حيلة؟ إياك أن تقللي من شأن قوة الضعفاء والعاجزين!»
حدقت فيه صامتة. كان يقود بسرعة . ولم تربكه القيادة على الجانب الأيسر من الطريق. كانت نافذته مفتوحة، يهب منها الهواء على شعره، وذراعه اليمنى مستقرة على حافة النافذة، بينما يسراه توجه المقود في ثقة. بدا لها جميلا، بدا لها كأنه يقود قاربا في مواجهة الرياح. جميل وواثق ومحدد. يعرف ماذا يفعل. ويعرف فيم يفكر. ويملك العبارات التي يعبر بها عن أفكاره.
من السهل أن تكون جميلا، وأن تكون متناسقا مع نفسك، عندما تفكر بنفس الطريقة التي تفكر بها القوى الموجودة في عالمك. سهل جدا أن تكون على صواب، واثقا، واضحا، إذا كنت رجلا، أبيض، مهتما بالربح، وناجحا، بينما هي عاجزة عن صياغة عبارة واحدة تجادله بها.
حاولت من جديد: «هناك القوة (ل) فعل شيء ما، ويجب أن تتوفر للكافة، لكنها ليست موجودة لدى الجميع. القوة لعزف «باخ»، أو للعب التنس. وهناك القوة (فوق) شيء أو إنسان، ولا يجب أن يتمتع بها أحد، لكن الناس يمارسونها.» - «ها، ها! أرأيت أبدا عالما لا يفعلون فيه غير ذلك؟ إنك تحولين الواقع إلى موضوع أكاديمي، إلى علم سياسي أو شيء آخر ملعون. كل شخص يملك شكلي القوة اللذين تصفينهما.» - «بالله عليك يا فيكتور، ما هو نوع القوة التي يملكها طفل أسود في أحياء الزنوج الفقيرة المزدحمة؟ أو عامل زراعي متجول؟ أو امرأة غير متعلمة مع زوج متوحش تعمل في مصنع مع ملاحظ على نفس الدرجة من الوحشية؟» - «ربما القوة على تمزيق شخص ما إربا، أو لجمع كمية من الخس أكثر من غيره، أو لطهي حلة كبيرة من اليخني. لا أعرف. أعرف فقط أن كل إنسان يمتلك شيئا ما.»
انفجرت كالقذيفة: «لم ألتق في حياتي بمثل هذا القدر من الرضا عن النفس! ما أجمل أن تعتقد أننا نحصل على كل ما نرغب فيه، ونمتلك جميعا ما نستحقه! ما أجمل أن تتصور البشر جميعا في حالة حرب - لأن هذا هو ما تقوله في الحقيقة - عندما تكون بين الرابحين! أما الحقيقة فهي أن كثيرا من الناس لم تتح لهم حتى الفرصة ليعرفوا ما يريدونه، فضلا عن التوصل إلى وسائل الحصول على هذا الذي يريدونه!» - «الأمر لا يحتاج إلى فرصة، يحتاج فقط إلى مجرد التفكير.» - «إنه يحتاج إلى فضاء! فضاء للاختيار، فضاء لتقليب الإمكانيات. أية امرأة هندية في بلدة ناعسة بجواتيمالا لا يمكنها أن ترى ما وراء قريتها المغبرة، ولا تستطيع أن ترى لنفسها مستقبلا يختلف عن ذلك الذي تعيشه أمها وخالاتها وأخواتها وصديقاتها.» - «وما هو الخطأ في هذا؟» - «الخطأ في هذا أنها ربما تكون تعسة!» - «هراء. إن تطلعاتها ليست كبيرة، وبالتالي فهي غالبا أقل تعاسة من امرأة من الطبقة المتوسطة ذات طموح. وعندما تصبح بلدة امرأتك الناعسة في جواتيمالا مستعدة للتقدم، ستعثر عليه.»
أطبقت يديها بعنف حتى حفرت أظافرها في راحتيها.
واصل: «أغلب الناس يعيشون في حالة من اللامبالاة وفتور الشعور. وهؤلاء لا يستحقون مني تنهيدة.»
Unknown page