Tajriba Unthawiyya
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
Genres
عدت إلى الفراش. قشرت برتقالة وأكلتها، وأنا أتذكر من أنا، والرجل الذي ينتظرني، الحب الجديد الذي يبدأ الآن، الذي يمكنه أن يبدأ الآن بعد أن أصبحت حرة. (2) واشنطون. د. س. فبراير 1961م
على الهاتف: «كيف سأعرفكم؟» - «لا تقلقي، سنعرفك نحن.» لم تكن لهم أسماء أو أرقام. كانوا غير مرئيين. أنا فقط كنت معروفة، أنا «المجرم». وهم أعوان الشيطان الخفيون.
كان صباحا غائما بالضباب والجليد، وجيمي غارق في النوم، بينما كنت أرتدي ملابسي. أعددت القهوة، وأحدثت صوتا بالصحون والفناجين، آملة أن يستيقظ. لكنه لم يفعل؛ لأنه قال كل ما كان سيقوله، تاركا الأمر لي كلية. عندما ارتديت معطفي، وجذبت حقيبتي بال 300 دولار التي تم تدبيرها بشق الأنفس، توهج الألم داخلي كاللهب. أن أذهب هكذا، وحدي دون وداع .. إنه طفله هو أيضا. - «جيمي!» - «هم، ييه؟» - «جيمي!» - «هم، ييه؟» - «جيمي، أنا ذاهبة الآن، ذاهبة إلى واشنطون، أتذكر؟» - «أجل، ييه». واعتدل جالسا: «ييه ... حسن، اعتني بنفسك، واتصلي بي حالما ينتهي الأمر. سأقابلك في المحطة. كل شيء سيكون على ما يرام.»
الحب الجبان. حبي الجبان. كم تمنيت لو لم أكن أنا الأخرى جبانة.
من هم كل هؤلاء الذاهبون إلى واشنطن في هذا الصباح؟ لا يمكن أن يرغب أحد في الذهاب إلى هناك. يا للمساكين، لا بد أنهم، مثلي، مرغمون. اشتريت صحيفة «نيو يوركر» لأجلس خلفها. وجلست قرب نافذة، وانكمشت في معطفي الأسود، بوجهي الأبيض الجامد الذي يقشعر بردا. كانت هناك حقول ساطعة من الجليد تعكس منازل صغيرة أنيقة، وأطفال يلعبون على المنحدرات، وكلاب مجنونة تنبح، وبرك متجمدة يتزلق فوقها أناس في قمصان صوفية حمراء.
كانت المحطة رمادية وباردة، الردهة الكابية المؤدية إلى المقبرة الضخمة بشواهد قبورها الهائلة. وقفت قرب مكتب الاستعلامات، وحقيبة يدي الجلدية السوداء الكبيرة مدلاة أمامي، كما طلب مني ، وياقة معطفي الأسود مرفوعة. دخنت ثلاث سجائر. يا إلهي، ألم يتعرفوا علي بعد؟ كل من كان يتقدم من مكتب الاستعلامات ليسأل عن شيء يبدو لي الرسول المنتظر. وعندما يتجاوزني ألقي به جانبا، وأتحول إلى الشخص التالي. وأخذت يدي الحاملة للسيجارة ترتعش.
ثم تقدمت امرأة مني مباشرة وابتسمت قائلة: «هاللو»، وهي تأخذ ساعدي في مودة كأنها عمتي. أجبت «هاللو» وأنا أتنفس الصعداء. لم تكن تبدو كإحدى عماتي. كانت تضع طبقة كثيفة من المساحيق، وطلاء متشققا على الأظافر والشفتين، ولم تكن رائحتها تشبه في شيء رائحة أحد من أسرتي؛ فما هب من ناحيتها لم يكن غير رائحة الخمر. قادتني في ثقة إلى الخارج عبر قاعة الانتظار، نحو عربة ستيشن واجون فاغرة الباب، وحشرتني في المقعد الخلفي إلى جوار ثلاث فتيات أخريات لهن وجوه شابة مذعورة. ولم تنظر أي منا إلى الأخرى.
استقرت عمتنا في المقدمة قرب شخص من النوع الجامعي، أمسك بالمقود. «هذا هو ابني يا أطفال وهو يعرف كل شيء عن الأمر.» وأرانا الصبي لمحة من جانب وجهه المنمش وعليه تعبير غريب بارد (استنكار؟) «أطفال»، هكذا أسمتنا. وقبلنا في خجل التصنيف المشترك. كانت إحدانا شقراء، جميلة وجريئة. أما الأخريان فكانتا متشابهتين بصورة غريبة، نحيفتين، شاحبتين، بنفس الابتسامة المذعورة. عبرت بنا السيارة وسط واشنطون، مرورا بتمثالي واشنطن ولينكولن، اللذين اكتسى بياضهما بالرماد في غبشة الغروب. ثم غادرنا المدينة إلى ما بدا أشبه بضاحية، و«العمة» تواصل ثرثرتها المرحة عن العميلات السابقات، والحالات الغريبة، وكيف أننا محظوظات حقا لأننا وقعنا في أيد ماهرة، إلخ. وعندما مررنا بمقبرة، قالت في مرح، إن واحدة من عميلاتها لم ينته بها الأمر إلى هذا المكان. عبرنا حدود الولاية-ماريلاند. وفكرت بحس سياحي غريب أني لم آت إلى هنا من قبل. أشرفنا أخيرا على ما يشبه ضاحية جديدة . منازل من ثلاث طبقات، وجاراجات. كانت جديدة ولم تستخدم بعد. أشباح منازل لمستأجرين لا يأتون.
صاحت العمة: «وصلنا. اقفزوا يا أطفال». ولجنا طابقا أرضيا مؤثثا، وإن بدا غير مسكون. وأخذتنا إلى غرفة نوم، لم ينم فيها أحد من قبل. «اخلعن كل الثياب والسراويل والسوتيانات، واذهبن إلى الحمام. احتفظن فقط بالقمصان الداخلية.» وألقت علينا ابتسامتها الصفراء، كأنما تدعونا إلى حفل.
تبادلنا حديثا مقتضبا. كانت الشقراء سويدية، بطنها أكثر بروزا من بطوننا. وكانت الفتاتان الأخريان زميلتين في غرفة واحدة بالجامعة، حملت إحداهما من شقيق الأخرى.
Unknown page