Tafsīr Muqātil b. Sulaymān
تفسير مقاتل بن سليمان
Investigator
عبد الله محمود شحاته
Publisher
دار إحياء التراث
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٣ هـ
Publisher Location
بيروت
يأتينا فِي الرَّجُل والرجلين فاجتمعوا لَهُ فاقتلوه. فأتاهم رَسُول اللَّه- ﷺ لميعادهم ومعه ثلاثة نفر أَبُو بَكْر وعمر وعلي- ﵃ وَهُوَ- ﷺ رابعهم فأجلسوه فِي صفة لهم ثُمّ خرجوا يجمعون السلاح لَهُ، وكان كَعْب بن الأشرف عِنْد ذَلِكَ بالمدينة، فهم ينتظرونه حَتَّى يأتيهم فأوحى اللَّه- ﷿ إلى نبيه فأتاه جبريل- ﵇ فأخبره بما يراد به وبأصحابه فقام نَبِيّ اللَّه- ﷺ وَلَم يؤذن أصحابه مخافة أن يثوروا «١» بهم، فأتى باب الدار، فقام به فَلَمَّا أبطأ عَلَى أصحابه، خرج علي لينظر ما فعل رَسُول اللَّه- ﷺ فإذا هُوَ عَلَى الباب، فَقَالَ: يا رَسُول اللَّه، احتبست علينا حَتَّى خفنا عليك أن يَكُون قَدْ اغتالك أحد. قَالَ: فَإِن أعداء اللَّه قَدْ أرادوا ذَلِكَ فقم مكانك بالباب حتى يخرج إليك بعض أصحابك فأقمه مكانك واخبره بالذي أخبرتك ثُمّ الحقني، ومضى رَسُول اللَّهِ- ﷺ وقام الآخر بالباب حَتَّى خرج إِلَيْهِ صاحبه «٢» . فَقَالَ: احتبست أَنْت ورسول اللَّه حَتَّى خفنا عليكما، فَأَخْبَرَه الخبر فمكث مكانه ولحق الآخر، برسول اللَّه- ﷺ «٣» - فلما أبطأوا عَلَى صاحبهم خرج، فاتبعوا رَسُول اللَّهِ- ﷺ
فذلك قوله- سبحانه-: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ وهم اليهود «أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ» بالسوء «فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ» وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ- ١١-. قوله- سُبْحَانَهُ-: وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا يعني شاهدا عَلَى قومهم من كُلّ سِبْط رجلا ليأخذ هذا
(١) فى أ: يوتروا، ل: يثوروا.
(٢) فى أ: صاحبيه. [.....]
(٣) أورد الواحدي ذلك فى أسباب النزول: ١١. كما أورده السيوطي فى لباب النقول: ٨٦.
1 / 460