al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigator
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Edition Number
الثانية
خبيري وَمن أترابي أَيَّام الدَّرْس فِي مصنعة سير وَوليت بعده قَضَاء أبين من جِهَة القَاضِي الْأَثِير ونكحت زَوجته وَكَانَت وَفَاته بخنفر فِي ذِي الْقعدَة سنة تسع وَسبعين وَخَمْسمِائة وقبره بالميدان
وَمِنْهُم مفتي الْحرم مُحَمَّد بن مُفْلِح بن أَحْمد العجيبي نسبا من قوم هُنَالك يعْرفُونَ بالعجيبيين قَامَ بِمَكَّة مُدَّة أَيَّام يدرس ويفتي وَإِلَيْهِ انْتهى ذَلِك فِي مَكَّة وَعنهُ أَخذ الْفَقِيه عمر التباعي وَكَانَت وَفَاته بِمَكَّة آخر المئة السَّادِسَة وانتقل ذَلِك إِلَى ابْن أبي الصَّيف
وَمِنْهُم أَبُو الْعَتِيق أَبُو بكر بن أَحْمد العندي نسبا الأبيني بَلَدا من قوم يسمون الأعنود مِنْهُم جمَاعَة يسكنون أبين ولحج وعدن أثنى عمَارَة على هَذَا الرجل ثَنَاء مرضيا وَلما جعله آخر من ذكر من الشُّعَرَاء اعتذر وَقَالَ وَمِنْهُم من جعلته فَارس الأعقاب وجمال مَا مضى وَمَا سَيَأْتِي من الأعقاب
الأديب الْفَاضِل فلَان بن فلَان ثمَّ قَالَ وَمَا من شِيمَة من شيم الإنسانية وفضيلة من فضائلها المكتسبة والنفسانية إِلَّا وَيجب أَن يفرد فِي جميل ذكرهَا تصنيف ويجرد فِي جواهرها تأليف ثمَّ قَالَ وَلَا أعرف قبله وَلَا بعده لن أصدق فِيهِ إِذا قلت أَنه لَيْسَ مثله ذُو دين حُصَيْن وعقل رصين وسؤدد عريض وكرم مستفيض وتواضع لَا يفِيض وَأما البلاغة فَهُوَ إمامها وَبِيَدِهِ زمامها وَأما خاطره فأهدى من النَّجْم الساري وأسلس من العذب الْجَارِي وَعبارَته لَا يعوقها حبس وَلَا يشوبها لبس مولده بلد أبين وَكَانَ أَبوهُ من أعيانها والمعدود من أهل الرَّأْي من أَهلهَا يَنْتَهِي النَّاس فِيهَا إِلَى رَأْيه وَكَانَ ابْنه هَذَا موفقا فِي صغره مُسَددًا فِي كبره
وَلَقَد حكى أَن معلمه كَانَ يُحِبهُ ويفضله على بَقِيَّة أترابه وَيَدْعُو لَهُ ثمَّ يَقُول وَالله ليخرجن هَذَا سيدا رَئِيسا فَيُقَال لَهُ من أَيْن علمت ذَلِك
فَيَقُول إِنِّي مَتى فسحت للصبيان على جاري الْعَادة فرحوا وذهبوا إِلَّا هُوَ فَإِنَّهُ يقْعد عِنْدِي وَكَانَ عمره حِينَئِذٍ عشر سنوات
قَالَ عمَارَة فَمَا أحقه بقول الشَّاعِر
1 / 370