al-Suluk fi tabaqat al-ʿulamaʾ wa-l-muluk
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Investigator
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Edition Number
الثانية
وسِتمِائَة وَكَانَ قد بلغ عمره خمْسا وَسِتِّينَ سنة وَهُوَ آخر من ولى الْقَضَاء من ذُرِّيَّة الْحَافِظ
وَمِنْهُم ابْنه أَبُو مُحَمَّد عبد الله يعرف بِالْقَاضِي عبد الله بن عَليّ مولده لإحدى عشرَة لَيْلَة خلت من جُمَادَى الْآخِرَة لَيْلَة الْجُمُعَة عِنْد طُلُوع الْفجْر من سنة خمس وَتِسْعين وَخَمْسمِائة أمه ابْنة القَاضِي طَاهِر بن يحيى تفقه بالفقيه أَحْمد بن مُحَمَّد الْجُنَيْد ثمَّ تفقه بِسَعْد المَخْزُومِي وَأخذ عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْحَضْرَمِيّ وَعَن حسن بن رَاشد أَخذ الْبَيَان واللمع أَخذه عَن عمر بن عبد الله الْحرَازِي الْآتِي ذكره إِن شَاءَ الله فِي أهل جبلة وَكَانَ فَقِيها فَاضلا ذَاكِرًا للفقه وَكَانَ سليم الصَّدْر ذكر أَن الْملك المظفر حط مرّة على قرب من جبلة فَدَخلَهَا الْفَقِيه أَبُو بكر بن دعاس وَجعل يدْخل الْمدَارِس ويذاكر الْفُقَهَاء ليمتحنهم لمضادة الْمَذْهَب إِذْ كَانَ حنفيا فَذكر النَّاقِل أَنه دخل الْمدرسَة النجمية وَكَانَ هَذَا الْفَقِيه قَاعِدا بهَا فذاكره بعدة مسَائِل وَهُوَ يجِيبه عَنْهَا بِمَا يشفي النَّفس وَمَعَ ذَلِك فَهُوَ غير محتفل بِهِ وَلَا عَارِف لَهُ ثمَّ أقبل يسْأَله ويراجعه فاعترف لَهُ ابْن دعاس بجودة الْفِقْه وَقَالَ مَا كنت أَظن مثل هَذَا فِي الْجبَال ثمَّ لما حضر مقَام السُّلْطَان أخبرهُ بِهِ وَأَنه فَقِيه عَارِف وَكَانَ يُفْتِي أَيَّام قَضَاء مُحَمَّد بن يُوسُف اليحيوي فَلَمَّا تكَرر من مُحَمَّد بن يُوسُف مَا لَا يَلِيق بالقضاة كتب إِلَيْهِ أبياتا مِنْهَا ... أما تتقي ذَا الْعَرْش يَوْم حسابه ... أما ترعوي عَن موبقات العظائم
كَأَنَّك بالدنيا وَقد زَالَ ظلها ... وَيذْهب مَا فِيهَا كأضغاث حالم ... وَكَانَ يحب خمول الذّكر صبورا على التدريس عَارِفًا بطريقه شَدِيد الْغَضَب فِي ذَات نَفسه وَإِنَّمَا كَانَ يُنكر على القَاضِي مُحَمَّد بن يُوسُف لذَلِك وتفقه بِهِ جمَاعَة كَثِيرُونَ وَكَانَت وَفَاته يَوْم الِاثْنَيْنِ لخمس عشرَة لَيْلَة خلت من الْحجَّة سنة سِتّ وَسبعين وسِتمِائَة أدْرك الْفَقِيه أَحْمد بن مُحَمَّد الْجُنَيْد وَأخذ عَنهُ وَعَن غَيره بوالده وَحج مرَارًا فَأخذ عَن المقيمين بهَا والواردين إِلَيْهَا وَكَانَ ذَا مسموعات فِي إجازات من الشُّيُوخ وَغَيرهم من الأكابر ولي مِنْهُ إجَازَة عَامَّة وَكَانَ صبورا على الإقراء إِلَى أَن توفّي آخر جُمُعَة من محرم سنة ثَلَاث وَسَبْعمائة ثمَّ خَلفه ابْنه مُحَمَّد وَكَانَ طَرِيقه طَرِيق أَبِيه إِلَى أَن توفّي بجمادى الْآخِرَة سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة
وَمِنْهُم أَبُو الْخطاب عمر بن أبي بكر بن عمر بن الشَّيْخ الْحَافِظ عَليّ بن أبي بكر مولده أحد جمادين من سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَكَانَ ذَا مسموعات وإجازات
1 / 368