فقال ستالين مرددا: أنت جمهوري!
وفتل شاربه وهو يبدي دهشته، ثم رفع أحد حاجبيه متعجبا، وانحنى إلى الأمام ليحملق في وجهي، ثم التفت إلى مولوتوف وقال له شيئا لم ينقله المترجم إلي ... وبعد ذلك اتجه إلي ستالين وأخذ يحدثني في صوت خافت وهو ينظر إلي: إذا أنت جمهوري! إننا لا نرى منهم كثيرين، بل ربما كنت أول من قابلت منهم ...
فقلت: إنك تعرف على الأقل واحدا آخر من الجمهوريين وهو ويندل ويلكي.
14
فأجاب ستالين مستدركا: هذا صحيح! وبهذه المناسبة كيف حال مستر ويلكي؟
فقلت: إنه بخير، وقد رأيته قبيل مغادرتي لنيويورك، وأبدى لي رغبة خاصة في أن أذكره عندك ...
فأجاب: أبلغه تحياتي، إنه رجل عظيم ...
وعندئذ سرح ببصره، وقد ظهرت في عينيه ابتسامة هادئة ثم قال: أظنه حانقا علينا بسبب ما نشرته عنه جريدتنا برافدا؛ لقد كان مقالها سخيفا جدا ...
فقلت: إنني لم أتحدث إلى مستر ويلكي في هذا الشأن، ولكنه قد تعرض لنقد صحف كثيرة، وأنا على يقين من أنه أعظم من أن يضيق صدره بمقال واحد في صحيفة روسية.
ومال ستالين مرة أخرى برأسه إلى الوراء، وأرسل تلك الضحكة الموقرة الخافتة، وقد وجدته في حديثي عليما بشئون أمريكا، ودهشت عندما عرفت أنه يقرأ ترجمة الصحف الأمريكية، ولكنه كان في شك من أمر سياستنا بعد الحرب؛ فقد سألني مشيرا إلى ما حدث بعد الحرب العظمى (1914-1918) قائلا: هل يرفض الكونجرس إبرام المعاهدات بعد الحرب؟
Unknown page