المجلد الأول
مقدمات
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم:
بقلم محمد أيمن الشبراوي:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] . ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاْ﴾ [النساء: ١]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١] .
فقد قدمت إلي "دار الحديث" بالقاهرة كتاب "سير أعلام النبلاء" لمؤرخ الإسلام الإمام الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المولود سنة ثمان وأربعين وسبعمائة "٦٧٣هـ-٧٤٨هـ". وطلبت مني تحقيقه وخدمته الخدمة العلمية اللائقة بهذا السفر العظيم لتيسير النفع به، وتقريبه إلى جماهير القراء.
ولما كان دأبي وديدني أن لا أشرع في القيام بأي عمل من الأعمال الدنيوية أو الدينية إلا بعد القيام بأداء صلاة الاستخارة؛ فقد استخرت الله ﷾ لخدمة هذا الكتاب، وكان أن شرح الله صدري للقيام بهذا العمل، ويسر لي سبل تحقيقه وخدمته حتى أنهيت هذا الكتاب في فترة زمنية ليست بالكبيرة نافت على السنة كنت أواصل فيها الليل بالنهار لإنجاز
1 / 5
هذا العمل على النحو الذي يرضي جماهير العلماء وطلاب العلم بله المثقفين على مختلف مشاربهم وانتماءاتهم العلمية. وكان ذلك كله بتيسير من المولى الكريم المنان ﷾، ثم بتذليل أصحاب "دار الحديث" السبل لتيسير إخراجه للناس.
وهذا السفر العظيم الذي نقدمه لجماهير القراء يعد من أعظم كتب التراجم التي تناولت كافة العصور إلى عصر المؤلف. وقد ترجم لكثير من الأعلام في مشارق الأرض ومغاربها.
وشملت تراجم الخلفاء، والملوك، والأمراء، والوزراء، والأطباء، والمحدثين، والفقهاء، والنحاة، والشعراء، والزهاد، والفلاسفة، والمتكلمين إلا أنه قد عني بالمحدثين، وآثرهم على غيرهم لأنه كان عظيم الإكبار والإجلال لهم فهم حملة العلم النبوي، وحراسه الذين يميزون بين صحيح الأحاديث من ضعيفها، ومقبولها من مردودها، فضلا عن أن الكثير منهم من رواة الأحاديث، ودراسة أحوالهم، وبيان مواليدهم ووفياتهم، وشيوخهم وتلامذتهم، وآراء العلماء فيهم مما يترتب عليه دراسة أحوال الأسانيد والحكم عليها بالصحة أو بالضعف، ونحو ذلك.
وقد بلغت عدد التراجم للمترجمين في كتابه "٥٩٦٤" ترجمة. وقد كرر بعض هذه التراجم. وقد ترجم فيه للأعلام منذ بزوغ فجر الإسلام إلى سنة "٧٣٩هـ". وقد قسم كتابه إلى خمس وثلاثين طبقة. ولم يسر فيه على نسق واحد، فقد استوعبت الطبقة الأخيرة الخامسة والثلاثون ستة وثمانين عاما. بينما كان متوسط الطبقات بين خمسة عشر وستة عشر عاما. وبلغت بعض الطبقات تسع سنوات فقط مثل الطبقة السادسة عشرة. وقد ترجم الذهبي لبعض الملوك والأمراء وإخوتهم وأولادهم وذراريهم في موضع واحد وإن لم يكونوا من نفس طبقاتهم ليجعل القارئ متابعا للأحداث التي عادة ما تكون متصلة. وقد اتبع الذهبي أسلوبا خاصا في صياغة الترجمة؛ فبدأ باسم المترجم ولقبه وكنيته ونسبته، ثم يذكر تاريخ مولده.
ويذكر شيوخه وتلامذته ويذكر مؤلفاته وآثاره العلمية. ثم يذكر مكانته العلمية من خلال أقوال أهل العلم فيه، ثم يذكر تاريخ وفاته. وربا يذكر عدة نقولات في تاريخ الوفاة ويرجح بينها. كما يذكر في آخر الترجمة من مات مع المترجم له في نفس السنة من الأعلام.
وفي كثير من التراجم يذكر الذهبي ﵀ بعض الأحاديث التي وردت من طريق صاحب الترجمة كما يورد بعض أعمال الملوك والخلفاء والأمراء والولاة من فتوحات وغيرها من أعمال. كما يورد نماذج من أشعار الشعراء، ومختارات نثرية من كلام الأدباء. وقد أطال
1 / 6
الذهبي تراجم بعض هؤلاء الأعلام حسب قيمتهم وشهرتهم بين العلماء أو منزلتهم ومكانتهم بين الناس الذين هم من بابته١.
وقد أفرد الذهبي الجزأين الأول والثاني للسيرة النبوية، وتراجم الخلفاء الراشدين، ولم يعد صياغتهما بل أحال على كتابه "تاريخ الإسلام" لتؤخذ منه، وتجعل مع كتاب سير أعلام النبلاء.
إن هذا الكتاب العظيم الذي ألفه الحافظ الذهبي وختم به حياته لحقيق بالإكبار والإجلال من كل العلماء المنصفين في مختلف مجالات العلم والمعرفة؛ فجزاه الله عن العلم والعلماء أعظم الأجر والثواب.
وحقيق بأمة فيها هذا الحشد الهائل من العلماء، والمؤرخين، والشعراء أن ينظر إليها بعين الإكبار والإجلال. إنها أمة عظيمة أنجبت علماء أضاءوا بعلمهم الطريق للبشرية، فلا جرم أن يكون هؤلاء العلماء مفخرة للعرب والمسلمين في مختلف العصور والدهور.
ونظرا لهذه المكانة السامقة التي تبوأها الكتاب في المكتبة الإسلامية، فقد وضعت مقدمة ضافية تكون بين يدي هذا الكتاب العظيم تبين:
أولا: نشأة الذهبي وبيئته السياسية والدينية والعلمية.
ثانيا: رحلاته في طلب العلم.
ثالثا: شيوخه.
رابعا: تلامذته.
خامسا: منزلته العلمية، وأقوال العلماء فيه.
سادسا: من آراء الحافظ في العقيدة والفقه والحديث.
سابعا: تصانيفه وآثاره العلمية.
ثامنا: منهجه في كتابه.
_________
١ قال ابن السكيت وغيره: البابة عند العرب: الوجه، والبابات: الوجوه. والمعنى: من الوجه الذي يريده ويصلح له.
1 / 7
تاسعا: أهمية كتاب السير بين كتب التراجم.
عاشرا: وفاته.
حادي عشر: نبذة عن محقق الكتاب.
ثاني عشر: منهجنا في تحقيق الكتاب.
الله ﷿ أسأل بأني أشهد أنه الله الذي لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كفوا أحد أن يتقبل مني هذا العمل وسائر أعمالي خالصة لوجهه، وألا يجعل لأحد سواه فيها شيئا، وأن يجعلها ثقيلة ثقيلة في ميزان حسناتي. اللهم لا تعذب لسانا يخبر عنك، ولا عينا تنظر إلى علوم تدل عليك، ولا قدما تمشي إلى خدمتك، ولا يدا تكتب حديث رسولك فبعزتك لا تدخلني النار، فقد علم أهلها أني كنت أذب عن دنيك. وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مصر، المنوفية، قويسنا
في سحر ليلة تاسوعاء من محرم "١٤٢٧هـ"
الموافق يوم ٨ فبراير ٢٠٠٦م
كتبه
محمد أيمن الشبراوي
عفا الله عنه بكرمه ومنه
1 / 8
أولا: نشأة الذهبي وبيئته السياسية والدينية والعلمية:
بعد سقوط الشام في قبضة هولاكو التتري، وخيانة ملوك الأيوبيين بمعاونتهم للتتار، كان ذلك فصل الختام لدولة الأيوبيين، وإعلانا لتنازلهم عن حقوقهم في الملك بعد أن تقاعسوا عن حماية ذلك الملك، وصار منطق الأحداث يحتم أن تزول دولة بني أيوب ليرثهم في ملكهم إما التتار وإما المماليك، حسبما تقرر المعركة المنتظرة بين هاتين القوتين.
وفي الوقت الذي أثبتت الأحداث ضعف الأيوبيين وعجزهم عن حماية المسلمين في بلاد الشام من خطر التتار؛ إذ بالمماليك يظهرون على المسرح لينزلوا بالتتار ضربة كبرى في موقعة عين جالوت سنة "١٢٦٠م"، وبذلك ظهر المماليك في صورة القوى الكبرى في الشرق التي استطاعت أن تحمي كيان أهل مصر والشام من ذلك الخطر الوثني الرهيب.
ولا شك في أن فشل الأيوبيين في صد خطر التتار، ونجاح المماليك في القضاء على ذلك الخطر، جاء بمثابة فصل الخطاب بين المماليك والأيوبيين، وخاتمة لحركة التنافس بين هاتين القوتين على مسرح الشام، بعد أن صار من الواضح أن قوة الأيوبيين المتداعية لن تستطيع بحال الصمود في وجه قوة التتار.
وكان أن استطاعت جيوش المماليك بعد عين جالوت إجلاء التتار عن دمشق، وحماة، وحلب ومطاردتهم حتى أطراف بلاد الشام. ومعنى ذلك أن نفوذ المماليك امتد إلى بلاد الشام فجأة بعد عين جالوت.
وبعد أن استقر للماليك الأوضاع في مصر والشام حرصوا على أن يظهروا أمام أهل مصر والشام في صورة حماة المسلمين وزعمائهم في حركة الجهاد ضد الصليبيين. ولم يلبث سلاطين المماليك أن استأنفوا سياسة الأيوبيين بحيث أنه لم يكد يمضي على قيام دولة المماليك نحوا من أربعين سنة حتى تم طرد الصليبيين نهائيا من بلاد الشام، وبذلك أصبحت لا توجد قوة تهيمن على بلاد الشام غير قوة المماليك.
وقسم بلاد الشام من الناحية الإدارية إلى ستة أقسام تسمى النيابات تخضع للحكومة المركزية في القاهرة. وهذه النيابات هي نيابة دمشق، ونيابة حلب، ونيابة طرابلس، ونيابة حماة، ونيابة صفد، ونيابة الكرك. وقد كان هذا التقسيم ضروريا؛ لأنه يتفق مع طبيعة بلاد الشام الجغرافية.
1 / 9
وكان في كل نيابة من نيابات الشام أربعة قضاة يمثلون المذاهب الأربعة، مثلما كان الحال تماما في مصر منذ أيام الظاهر بيبرس هذا فضلا عن الوظائف الأخرى المتعددة التي وجدت في كل نيابة من نيابات الشام والتي كان بعضها يتعلق بأرباب السيوف. والبعض الآخر يتعلق بأرباب القلم، والقسم الثالث يشغل الوظائف الدينية.
وعلى الرغم مما يتمتع به نواب النيابات الشامية من سلطان ونفوذ كبير إلا أنهم كانوا متابعين لسلطنة المماليك في القاهرة، وظل سلطان المماليك هو القوة الكبرى التي تسيطر على مصر والشام وتشرف إشرافا تاما على سير الأمور في مختلف أرجاء الدولة المماليكية الواسعة.
ووجدت ببلاد الشام على عصر سلاطين المماليك عصبيات عنصرية مثل الأكراد والتركمان والأرمن كما وجدت ببلاد الشام في ذلك العصر عصبيات عديدة مذهبية ودينية.
من هذه العصبيات والطوائف: طائفة الكسروانيين، وهم أهل جبال كسروان، وكانوا من النصيرية والعلويين والمتأولة، وكانوا يقفون موقفا عدائيا من المماليك أثناء الصراع بين المماليك والصليبيين بالشام. ومن هذه العصبيات والطوائف: طائفة التنوخيين، وهم عشائر اعتنقت الدرزية وانتشروا في جهات متفرقة في لبنان، وظلوا يتأرجحون بين الولاء للصليبيين حينا وللمسلمين أحيانا كما تأرجحوا بين الولاء للمماليك من ناحية وخصوم المماليك من أيوبيين وتتار من ناحية أخرى. ومنهم طائفة الشهابيين الدروز الذين اشتركوا بنجاح في قتال الصليبيين ثم التتار أثناء إغارتهم على بلاد الشام.
ومنهم طائفة الإسماعيلية ويعرفون أيضا باسم الباطنية، وقد قاموا بدور مشهور في تاريخ بلاد الشام على عصر الحروب الصليبية، ولم يتورعوا عن اغتيال كثير من الشخصيات الإسلامية والصليبية سواء. ولم يرض المماليك عن الباطنية بسبب شذوذهم المذهبي من ناحية، ثم بسبب موقفهم المائع بين الصليبيين والمسلمين من ناحية أخرى لذلك فرض السلطان الظاهر بيبرس ضرائب باهظة على الهدايا التي اعتاد أن يبعث بها الصليبيون إلى شيخ الباطنية، وذلك إفسادا لنواميس الإسماعيلية، وتعجيزا لمن اكتفى شرهم بالهدية. كما كانت طائفة الإسماعيلية تدفع الجزية للسلطان الظاهر بيبرس، وكانوا يضيقون ذرعا بما يحملونه إلى بيت المال من هذه الجزية. وكانوا يطلبون إنقاص هذا المال الذي يدفعونه. وكانت العلاقة سيئة بين السلطان وطائفة الإسماعيلية، ولكن ما لبث السلطان الظاهر أن استولى على حصون
1 / 10
الإسماعيلية ببلاد الشام واحدا بعد آخر حتى انتهى أمرهم ببلاد الشام، وأقطعهم السلطان بدلا من قلاعهم الشامية بعض الجهات في مصر ليعيشوا فيها.
لم تكن الشام في عصر المماليك مجرد إقليم الدولة، وإنما كان أهم من ذلك بكثير. لقد كانت بلاد الشام الجناح الأيمن الذي بدونه يتعذر على دولة المماليك الاحتفاظ بكيانها وتوازنها والثبات في وجه الأخطار الأسيوية الضخمة التي هددت تلك الدولة حينا من جانب الأيوبيين والتتار والصليبيين، وأحيانا من جانب الأرمن والتركمان ثم العثمانيين.
وهكذا أدرك سلاطين المماليك منذ أن أقاموا دولتهم في مصر أنه لا بقاء لهم ولا لدولتهم إلا في ظل وحدة تربط بين الشام ومصر تحت حكمهم، وتضمن لهم مراقبة التيارات العديدة التي يمكن أن تؤثر في كيانهم١.
لقد استطاعت دولة المماليك التي قامت في مصر والشام سنة "١٢٥٠م" أن تثبت أنها أعظم قوة معاصرة في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، فنظر إليها حكام وشعوب الدول الإسلامية والعربية نظرة إكبار وإجلال، في حين نظرت إليها القوى الأخرى -خارج المحيطين العربي والإسلامي- نظرة خوف واحترام. وحسب دولة المماليك أنها استطاعت أن تواجه الأخطار الخارجية التي هددت الوطن العربي في الشرق في شجاعة وبأس فحمت الشام ومصر من خطر التتار، وطردت الصليبيين كلية من أرض الشام بل لاحقتهم في مراكزهم القريبة مثل أرمينية الصغرى، وقبرص، ورودس هذا فضلا عن أن نجاح سلاطين المماليك في إحياء الخلافة العباسية في مصر بعد سقوطها في بغداد جعل لهم ولدولتهم مكانة مرموقة في العالم الإسلامي أجمع، إذ جعلهم يبدون في صورة الزعماء الحقيقيين للعالم الإسلامي أجمع بوصفهم حماة الخلافة المتمتعين ببيعتها٢.
ذلك هو الواقع السياسي في تلك الحقبة من الزمن في الشام ومصر.
ولا جرم أن النشاط العلمي في عصر المماليك قد ازدهر، وشجع بعض سلاطين المماليك العلم والعلماء. وقد وصف ابن تغري بردي السلطان الظاهر بيبرس بأنه كان يميل إلى التاريخ وأهله ميلا زائدا ويقول: "سماع التاريخ أعظم من التجارب"٣.
_________
١ العصر المماليكي في مصر والشام. الدكتور سعيد عبد الفتاح عاشور "ص٢٠٠-٢٢٢".
٢ المصدر السابق "ص٢٣٣".
٣ النجوم الزاهرة لابن تغري بردي "ج٧ ص١٨٢".
1 / 11
لقد رعى سلاطين المماليك النشاط العلمي، فأنشئوا المدارس، فضلا عن المؤسسات الأخرى التي قامت أحيانا بوظيفة المدارس مثل المساجد. والمعروف أن السلطان صلاح الدين عني عناية خاصة بإنشاء المدارس وأنشأ بعض المدارس الشهيرة مثل المدرسة الناصرية والمدرسة الصلاحية والمدرسة القمحية. ولكن إذا كان صلاح الدين وخلفاؤه من بني أيوب قد استهدفوا من إنشاء المدارس أن تكون قبل كل شيء مراكز لنشر المذهب السني ومحاربة العقيدة الشيعية في البلاد؛ فإن سلاطين المماليك أكثروا من إنشاء المدارس إظهارا لشعور التقوى والزلفى من ناحية، وليتخذوا من المدرسة أداة تضمن بقاء الحكم في أيديهم، وتساعدهم على تدعيم مراكزهم في أعين الشعب.
ومن المدارس العديدة التي أسسها سلاطين الممالك المدرسة الظاهرية نسبة إلى السلطان الظاهر بيبرس الذي وضع أساسها سنة "١٢٦١م". وألحق بتلك المدرسة خزانة كتب جليلة تشتمل على مجموعة ضخمة من المراجع في مختلف العلوم. كما أنشأ المماليك مدارس كثيرة في بقاع كثيرة في مصر والشام والحجاز.
ولقد كان النشاط الديني في عصر المماليك موجها لخدمة المذهب السني ومحاربة المذهب الشيعي. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها صلاح الدين الأيوبي ومن خلفه من سلاطين بني أيوب لمحاربة الشيعة والتشيع في مصر إلا أن الكثير من آثار المذهب الشيعي ظلت قائمة في عصر المماليك.
وقد لجأ سلاطين المماليك إلى استخدام العنف أحيانا لكبت الشيعة. وأمر السلطان الظاهر بيبرس "١٢٦٧م-٦٦٥هـ" باتباع المذاهب السنية الأربعة وتحريم ما عداها كما أمر بألا يولى قاض ولا تقبل شهادة أحد، ولا يرشح لإحدى وظائف الخطابة أو الإمامة أو التدريس ما لم يكن مقلدا لأحد هذه المذاهب١.
وفي عصر سلاطين المماليك انتشر التصوف انتشارا واسعا واتسع نطاقه، فساد الجهل والاعتقاد بالخرافات والترهات، وانتشرت الشركيات فذبحت الذبائح عند القبور، وقدمت النذور لأصحابها. واهتم المماليك بهؤلاء الصوفية، وكان لهم اعتقاد فيهم، فكان للظاهر بيبرس المتوفي سنة "٦٧٦هـ" شيخ اسمه الخضر بن أبي بكر بن موسى العدوى، كان صاحب
_________
١ الدرر الكامنة لابن حجر "ج٢ ص٤٦".
1 / 12
حال، ونفس مؤثرة، وهمة إبليسية، وحال كاهني، وكان الظاهر بيبرس يعظمه، ويزوره أكثر من مرة في الأسبوع، ويطلعه على أسراره، ويستصحبه في أسفاره لاعتقاده التام به١.
وانتشرت الخرافات والخزعبلات والأباطيل، وساد تقديس هؤلاء المخرفين من الأشياخ.
في هذه البيئة ولد الحافظ ومؤرخ الإسلام شَمْس الدِّيْنِ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُثْمَانَ بن قايماز سنة ثلاث وسبعين وستمائة. وأصله تركماني، من أسرة تركمانية تنتهي بالولاء إلى بني تيم.
وقد نشأ الذهبي ﵀ في عائلة علمية متدينة؛ فوالده أحمد بن عثمان بن قايماز ابن الشيخ عبد الله التركماني، الفارقي الأصل -وهي من أشهر مدن ديار بكر- ثم الدمشقي، شهاب الدين الذهبي. قال الحافظ في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٧٥-٧٦":
والدي أحسن الله جزاءه ولد سنة إحدى وأربعين وستمائة تقريبا "٦٤١هـ-١٢٤٣م" وبرع في دق الذهب وحصل منه ما أعتق منه خمس رقاب، وسمع الصحيح في سنة ست وستين وستمائة "٦٦٦هـ-١٢٦٧م" من المقداد القيسي، وحج في أواخر عمره. وكان يقوم من الليل، وتوفي في آخر جمادى الأولى سنة سبع وتسعين وستمائة "٦٩٧هـ-١٥ مارس ١٢٩٨م" ليلة الجمعة وصلى عليه الخلق يؤمهم قاضي القضاة ابن جماعة.
وكان جده عثمان بن قايماز بن عبد الله التركماني الفارقي ثم الدمشقي نجارا. قال الحافظ الذهبي عنه في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٤٣٦":
رجل أمي حسن اليقين بالله -والله يغفر له- سمعت الشيخ أبا الحسن بن العطار يقول لي: كان جدك الفخر يسأل الله أن يتوفاه ليلة الجمعة، فأعطاه الله ذلك. قلت -أي الحافظ الذهبي: شهدت دفنه بسفح قاسيون عقيب الجمعة في سنة ثلاث وثمانين "٦٨٣هـ-١٢٨٤م". وكان يرحمه الله يدميني في النطق بالراء فيقول: قل "جرة برا جرة جوا" وكثيرا ما كنت أسمعه يقول: يا مدبري ولم أدر. مات في عشر السبعين، ومات أبوه الحاج قايماز في سنة إحدى وستين وستمائة "٦٦١هـ-١٢٦٣م" وقد أضر ودخل في الهرم وجاوز المائة بيسير.
وأما خاله، وقد كان من مشايخه الذي أوردهم في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٢٧-
_________
١ تاريخ الإسلام للذهبي.
1 / 13
٢٨" وقال: علي بن سنجر بن عبد الله الموصلي ثم الدمشقي الذهبي، الحاج المبارك أبو إسماعيل خالي. مولده سنة ثمان وخمسين وستمائة "٦٥٨هـ١٢٦٠م".
وسمع بإفادة مؤدبه ابن الخباز من أبي بكر الأنماطي، وبهاء الدين أيوب الحنفي، وست العرب الكندية وسمع معي ببعلبك من التاج عبد الخالق وجماعة. وكان ذا مروءة وكد على عياله وخوف من الله. توفي في الثَّالِثَ وَالعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلاَثِيْنَ وسبعمائة "٧٣٦هـ١٣٣٦م".
وكان زوج خالته فاطمة، وهو من شيوخه الذين أوردهم في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٦٨" فقال ﵀: أحمد بن عبد الغني بن عبد الكافي بن عبد الوهاب بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الذهبي ابن الحرستاني. مات بمصر سنة سبعمائة "٧٠٠هـ-١٣٠٠م" في عشر الستين، وهو زوج خالتي فاطمة، وكان حافظا للقرآن كثير التلاوة.
وكانت عمته وهي من شيوخه التي أوردها في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٢٨٤-٢٨٥": قال الحافظ ﵀: ست الأهل بنت عثمان بن قايماز بن عبد الله، أم محمد، مولدها في ذي القعدة سنة ثلاثة وخمسين وستمائة "٦٥٣هـ-١٢٥٥م"، وهي أمي من الرضاعة.
أجاز لها ابن أبي اليسر، وجمال الدين بن مالك، وزهير بن عمر الزرعي، وجماعة.
وسمعت من عمر بن القواس، وغيره.
أقعدت مدة وتوفيت سنة تسع وعشرين في شعبان "٧٢٩هـ-١٣٢٩م".
وكان شيخه ومؤدبه كما قال في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٥٢-٥٣":
علي بن محمد الحلبي علاء الدين البصبص، مؤدبي. كان من أحسن الناس خطا وأخبرهم بتعليم الصبيان. أقمت في مكتبه أعوام، وتعلم عنده خلائق، ولم يكن في دينه بذاك. مات في حدود سنة تسعين وستمائة "٦٩٠هـ-١٢٩١م" عن نحو من ثمانين سنة.
وأنشده مؤدبه علي بن محمد في سنة اثنين وثمانين وستمائة "٦٨٢هـ-١٢٩١م" شعرا لأبي محمد القاسم بن علي الحريري.
ثم اتجه الذهبي بعد ذلك إلى شيخ آخر، قال في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٣٣٩-
1 / 14
٣٤٠": مسعود بن عبد الله الأغزازي المقرئ الصالح. لقنني جميع القرآن ثم جردت عليه نحوا من أربعين ختمة، وقال لي: إنه قرأ لأبي عمر على الشيخ زين الدين الزواوي. وكان خيرا متواضعا، لقن خلقا. وكان إمام مسجد بالشاغور. مات في سنة عشرين وستمائة [٦٢٠هـ-١٢٢٣م] وله ست وثمانون سنة.
ذلكم هي البيئة العلمية التي نشأ الحافظ الذهبي ﵀ في أحضانها وترعرع فيها وشرب منها حتى اشتد عوده.
لقد بدأ الذهبي ﵀ في طلب العلم في سن الثانية عشرة، فتعلم القراءات.
قال ﵀ في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ١٣٥" عن شيخه الذي درس عليه القراءات: إبراهيم بن داود بن ظافر بن ربيعة، شيخنا جمال الدين أبو إسحاق العسقلاني ثم الدمشقي الفاضلي الشافعي شيخ القراء.
مولده في صفر سنة اثنتين وعشرين وستمائة "٦٢٢هـ-١١٢٥م" وسمع من ابن الزبيدي، وابن اللتي، والإربلي، ومن بعدهم، وصحب الشيخ علم الدين السخاوي مدة وجمع عليه بالسبع سبع ختم وانتفع به وتصدر للإقراء بالتربة الصالحية بعد ابن أبي زهران ثم حصل له فالج فكان يقرئ بمنزله، فقصدته في سنة إحدى وتسعين وستمائة "٦٩١هـ-١٢٩١م" أنا، وابن بضحان، وابن غدير، وشمس الدين الزنجبيلي. وشرع كل منا في الجمع الكبير -وهي القراءة الجامعة للروايات السبع- فانتهيت عليه إلى أواخر القصص، وأجاز لي مروياته، وأنشدنا أشياء منها نونية السخاوي. وسمعت منه بعض شرح الشاطبية بسماعه من السخاوي.
كما قرأ أيضا الجمع الكبير على شيخه إبراهيم بن غالي بن شاور البدوي الحميري الشافعي المتوفى سنة "٧٠٨هـ" كما ذكر في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ١٤٨-١٤٩".
كما قرأ أيضا القراءات السبع على شيخه أبي عبد الله بن جبريل المصري قال الحافظ الحسيني في "ذيل تذكرة الحفاظ" "ص٣٦": وقد جمع القراءات السبع على الشيخ أبي عبد الله بن جبريل المصري نزيل دمشق، فقرأ عليه ختمة جامعة لمذاهب القراء السبعة بما اشتمل عليه كتاب التيسير لأبي عمرو الداني، وكتاب حرز الأماني لأبي القاسم الشاطبي.
لقد أصبح الحافظ الذهبي وهو لم يتجاوز العشرين من عمره عالما في القراءات، فأجازه
1 / 15
شيخ القراءات محمد بن أحمد بن خليل بن سعادة، قاضي القضاة شهاب الدين أبو عبد الله الدمشقي الشافعي. فقال في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ١٤٤" عنه: هو إمام بارع متفنن مصنف حاو للفضائل. ولد سنة ست وعشرين وستمائة "٦٢٦هـ١٢٢٩م" وسمع من ابن اللتي، والسخاوي، وابن الصلاح، وغيرهم وأجاز له خلق كثير جلست بين يديه وسألني عن غير ما مسألة من القراءات، فمن الله وأجبته، وشهد في إجازتي من الحاضرين وأجاز لي مروايته. مات في رمضان سنة ثلاث وتسعين وستمائة "٦٩٣هـ-١٢٩٤م".
واستمر الحافظ ﵀ في دراسة علم القراءات، فتعلم من شيخه محمد بن جوهر ابن محمد بن مالك المقرئ المجود، أبي عبد الله التلعفري الصوفي الملقن المولود سنة خمس عشرة وستمائة "٦١٥هـ-١٢١٨م". وكان قد جود القرآن على أبي إسحاق بن وثيق الأندلسي كما صنف مقدمة في التجويد كتبها الحافظ الذهبي عنه في سنة إحدى وتسعين وستمائة "٦٩١هـ-١٢٩٦م" كما درس القراءات السبع على شيخه محمد بن منصور بن موسى الإمام المقرئ النحوي شمس الدين أبي عبد الله الحلبي الحاضري الشافعي، أحد المتصدرين بالعادلية وبالجامع الأموي.
قال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٢٩٠-٢٩١": قرأ بجماعة، كتب على الكمال الضرير، والدهان. ولازم ابن مالك، وأخذ عنه جملة من العربية. قرأت عليه بالسبع أنا وابن غدير. مات في صفر سنة سبعمائة "٧٠٠هـ-١٣٠١م" وقد قارب السبعين.
لقد أصبح الحافظ الذهبي عالما في القراءات، فترى الحافظ الإمام المقرئ محمد بن عبد العزيز الدمياطي ينزل له عن حلقته. قال الحافظ في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٢١٨":
أكملت على شيخنا الإمام المقرئ محمد بن عبد العزيز الدمياطي القراءات أنا، وابن غدير، والشيخ بدر الدين. وكان حسن الأخلاق طويل الروح، نزل لي عن حلقته في مرضه الذي مات فيه سنة "٦٩٣هـ-١٢٩٣م".
وطلب الحافظ الذهبي ﵀ الحديث وله ثماني عشرة سنة فسمع بدمشق من عمر ابن القواس، وأحمد بن هبة الله بن عساكر، ويوسف بن أحمد الغسولي، وغيرهم.
وببعلبك من عبد الخالق بن علوان، وزينب بنت عمر بن كندي، وغيرهما.
وبمصر من الأبرقوهي، وعيسى بن عبد المنعم بن شهاب، وشيخ الإسلام ابن دقيق العيد، والحافظين أبي محمد الدمياطي، وأبي العباس بن الظاهري، وغيرهم.
1 / 16
ولما دخل إلى شيخ الإسلام ابن دقيق العيد، وكان المذكور شديد التحري في الإسماع، قال له: من أين جئت؟ قال: من الشام، قال: بم تعرف؟ قال: بالذهبي، قال: من أبو طاهر الذهبي؟ فقال له: المخلص، فقال: أحسنت، فقال: من أبو محمد الهلالي؟ قال: سفيان بن عيينة، قال: أحسنت، اقرأ، ومكنه من القراءة عليه حينئذ إذ رآه عارفا بالأسماء.
وسمع بالإسكندرية من أبي الحسن علي بن أحمد الغرافي، وأبي الحسن يحيى بن أحمد بن الصواف، وغيرهما.
وبمكة من التوزري وغيره.
وبحلب من سنقر الزيني وغيره.
وبنابلس من العماد بن بدران.
وأجاز له أبو زكريا ابن الصيرفي، وابن أبي الخير، والقطب ابن عصرون، والقاسم بن الإربلي.
وفي شيوخه كثرة، فلا نطيل بتعدادهم.
وسمع منه الجمع الكثير، وما زال يخدم هذا الفن إلى أن رسخت فيه قدمه، وتعب الليل والنهار وما تعب لسانه وقلمه، وضربت باسمه الأمثال، وسار اسمه مسير الشمس، إلا أنه لا يتقلص إذا نزل المطر، ولا يدبر إذا أقبلت الليالي.
وأقام بدمشق يرحل إليه من سائل البلاد، وتناديه السؤالات من كل ناد، وهو بين أكنافها كنف لأهلها، وشرف تفتخر وتزهى به الدنيا وما فيها، طورا تراها ضاحكة عن تبسم أزهارها وقهقهة غدرانها، وتارة تلبس ثوب الوقار والفخار، بما اشتملت عليه من إمامها المعدود في سكانها١.
وقال الحافظ السيوطي في "ذيله على تذكرة الحفاظ" "ص٣٤٧-٣٤٨": طلب الحديث وله ثماني عشرة سنة، فسمع الكثير، ورحل وعنى بهذا الشأن، وتعب فيه، وخدمه إلى أن رسخت فيه قدمه، وتلا بالسبع، وأذعن له الناس حكى عن شيخ الإسلام أبي الفضل ابن حجر أنه قال: شربت ماء زمزم لأصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ ... والذي أقوله: إن
_________
١ طبقات الشافعية للسبكي "٩/ ١٠٢-١٠٣".
1 / 17
المحدثين عيال الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر.
ثانيا: رحلاته في طلب العلم
رحل الحافظ الذهبي ﵀ وسمع الكثير من المشايخ كما ذكر في "معجم شيوخه الكبير"، وغيره من كتبه؛ فرحل إلى بعلبك، وطرابلس، والكرك، ومصر، وبلبيس، والإسكندرية، ومكة، وغيرها فرحل إلى بعلبك، وسمع من شيخه سعد بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بن يَحْيَى بنِ عبد الصمد، أبي القاسم العلوي الحسيني كما قال في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٢٦٤".
كما سمع ببعلبك أيضا من خاله أبي إسماعيل علي بن سنجر بن عبد الله الموصلي ثم الدمشقي الذهبي المتوفى سنة "٤٣٦هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٢٧-٢٨".
وسمع من عمر بن يحيى بن أبي بكر بن طرخان أبي حفص المعري ثم البعلبكي المتوفى سنة "٦٩٩هـ" كما قال في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٨١-٨٢".
كما سمع من عبد القادر بن أبي الحسن علي بن محمد بن الحسين اليونيني البعلي الحنبلي، كما في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٤٠٧".
كما رحل الحافظ إلى طرابلس، وسمع من شيخه علي بن سليم بن ربيعة الأنصاري الأذرعي القاضي ضياء الدين، أبي الحسن الشافعي المتوفى سنة "٧٣١هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٢٧".
وسمع من شيخه علي بن محمد بن سليمان بن حمائل المقدسي ثم الدمشقي المتوفى سنة "٧٣٧هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٤١".
ومن الشيخة فاطمة بنت محمد بن طرخان الصالحية، أم محمد المتوفاة سنة "٧٢٩هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ١١٣".
كما سافر ﵀ إلى الكرك، وسمع من شيخه عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد الحنبلي، وقال الحافظ الذهبي: قرأت عليه بالكرك شيئا من صحيح مسلم عن ابن عبد الدائم، وكان شابا فاضلا مات بمصر سنة بضع وسبعمائة. قاله في "معجم شيوخه الكبير "١/ ٣٥١".
1 / 18
وسمع أيضا من شيخه عمر بن عبيد الله بن الجمال أبي حمزة أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي، المتوفى سنة "٧٣٣هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٧٧"، وسمع من شيوخ آخرين ذكرهم في "معجم شيوخه الكبير"، وتذكرة الحفاظ.
ورحل إلى مصر، وسمع بالقاهرة من الحافظ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف بن أبي الحسن بن شرف الدمياطي، المتوفى سنة "٧٠٥هـ" كما في تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٤٧٧-١٤٧٩"، و"معجم شيوخه الكبير" "١/ ٤٢٤"، ومن أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ المُؤَيَّدِ بن علي الأبرقوهي، المتوفى سنة "٧٠١هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٣٧-٣٨".
ومن عبد الرحيم بن عبد المحسن بن ضرغام، وغيره كما في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٦٩". ورحل إلى الإسكندرية، وسمع من كثير مشايخها من أبرزهم تاج الدين أبي الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ المُحْسِنِ الهاشمي الحسيني الواسطي الغرافي ثم الإسكندراني، شيخ دار الحديث النبيهية بالإسكندرية المتوفى سنة "٧٠٤هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ١٢-١٣".
وسمع من يحيى بن أحمد بن عبد العزيز بن عبيد الله بن علي بن عبد الباقي الصواف الجذامي الإسكندراني المالكي، المتوفى سنة "٧٠٥هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٣٦٧، ٣٩٣" ومن عبد الرحمن بن مكي كما في "معجم شيوخه الكبير" "٢/ ٣٢".
ومن عبد الرحمن بن مخلوف بن عبد الرحمن بن جماعة بن رجاء بن أبي القاسم الربعي الإسكندراني المتوفى سنة "٧٢٢هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٣٨٢-٣٨٣".
ومن عبد الرحمن بن عبد الحليم الدكالي سحنون، المتوفى سنة "٦٩٥هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٣٦٢-٣٦٣".
كما رحل الحافظ ﵀ إلى بلبيس، وسمع من عدد من علمائها. فسمع من سليمان بن داود بن سليمان بن حمد بن كسا، وهو من أهل بلبيس، ويكنى أبا الربيع "٦١٨هـ-٦٩٧هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٢٦٩".
وقد حج الحافظ الذهبي -رحمه الله تعالى- سنة "٦٩٨هـ" كما ذكر في كتابه "تاريخ الإسلام". وسمع من جملة من العلماء بمكة، وعرفة، ومنى، وغيرها. فسمع بعرفة وغيرها من شيخه عبد السلام بن عبد الخالق بن علوان، أبي سعيد البعلبكي المتوفى سنة "٧٠٣هـ".
1 / 19
وقال الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٣٩٢": قرأت عليه بعرفة وغيرها مجلس البطاقة. وسمع بمكة من عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي بكر التوزري، ثم المصري المالكي المقرئ المحدث المتوفى سنة "٧١٣هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٤٣٧".
ورحل إلى نابلس وسمع من جملة من علمائها من أبرزهم علي بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنُ عَبْدِ المُنْعِمِ بنِ نِعْمَةَ بنِ سُلْطَانَ بن سرور أبي الحسن المقدسي، شيخ أهل نابلس، المتوفى سنة "٧٠٢هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٦٩"، و"٢/ ٣١-٣٢".
وسمع من الإمام عِمَادِ الدِّيْنِ عَبْدِ الحَافِظِ بنِ بَدْرَانَ بنِ شبل بن فرخان النابلسي الحنبلي المتوفى سنة "٦٩٨هـ" كما ذكره الحافظ الذهبي في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٣٤٧"، وكما في "ذيل تذكرة الحفاظ" "ص٣٤".
وسمع من السيف، وهو أبو بكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن الغابر النابلسي الحنبلي المتوفى سنة "٦٩٩هـ" كما في "معجم شيوخه الكبير" "١/ ٢٨١".
ثالثا: شيوخه
من الشيوخ الذين عول عليهم الحافظ الذهبي ﵀ وتخرج بهم وعدتهم ستة وثلاثون شيخا كل واحد منهم إمام حافظ ثقة مشهود له بالإتقان ذكرهم الحافظ الذهبي في نهاية كتابه القيم "تذكرة الحفاظ" "٤/ ص١٥٠٠-١٥٠٨" فقال -رحمه الله تعالى:
١- ولقد انتفعت وتخرجت بشيخنا الإمام المحدث الحافظ الشهيد أبي الحسين علي بن الشيخ الفقيه ببعلبك ولزمته نيفا وسبعين يوما وأكثرت عنه، كان عارفا بقوانين الرواية حسن الدراية جيد المشاركة في الألفاظ والرجال، وانتقل إلى الله -تعالى- في رمضان سنة إحدى وسبعمائة عن إحدى وثمانين سنة، روى لنا عن ابن الزبيدي، وابن اللتي، ومكرم، وجعفر، وأبي نصر بن الشيرازي، وخلق، وكان صاحب رحلة وأصول وأجزاء وكتب ومحاسن. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٠".
٢- ولزمت الشيخ الإمام المحدث مفيد الجماعة أبا الحسن علي بن مسعود بن نفيس الموصلي وسمعت منه جملة، وكان دينا خيرا متصوفا متعففا قرأ ما لا يوصف كثرة، وحصل أصولا كثيرة كان يجوع ويبتاعها، وسمع بمصر والشام عاش سبعين سنة، مات سنة أربع وسبعمائة، ظهر له نصف جزء سمعه من أبي القاسم بن رواحة. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٠".
1 / 20
٣- وسمعت من مفيد الطلبة المحدث الإمام المتقن اللغوي صفي الدين محمود بن أبي بكر الأرموي ثم القرافي الصوفي، قرأ الكثير على المشايخ وكان فصيحا فاضلا كتب شيئا كثيرا وعني بهذا الشأن وبرع في علم اللسان وصنف، روى لنا عن النجيب الحراني، والكمال بن عبد، ومات في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة عن بضع وسبعين سنة رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٠-١٥٠١".
٤- وسمعت الصحيح بقراءة الإمام العالم الإمام الخطيب البليغ النحوي محدث الشام شرف الدين أحمد بن إبراهيم بن سباع الفزاري الشافعي، وكان فصيحا مفوها عديم اللحن عذب القراءة له أنسة بالأسماء ومعرفة بالألفاظ، ويد في العربية وتواضع وكيس، مات سنة خمس وسبعمائة عن خمس وسبعين سنة رحمه الله تعالى، روى لنا عن السخاوي -وهو أبو الحسن علي بن محمد السخاوي- وجماعة وقرأ الكثير. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠١".
٥- وسمعت الكثير بقراءة الإمام العالم الحافظ مفيد الآفاق مؤرخ العصر علم الدين أبي محمد القاسم بن محمد بن يوسف ابن الأحفظ زكي الدين البرزالي، وبفصاحته وحسن أدائه للحديث يضرب المثل مع الفضيلة والإتقان والتواضع، وحسن البشر، وكثرة الأصول، ولد سنة خمس وستين -يعني بعد الستمائة- وأجاز له ابن عبد الدائم وطبقته وسمع من الشيخ شمس الدين وطبقته، وله في الطلب بضع وخمسون سنة، ومعجمه في مجلدات كبار. توفي محرما في رابع ذي الحجة الحرام سنة تسع وثلاثين -يعني بعد السبعمائة- رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠١".
٦- وسمعت مع الشيخ الإمام الفقيه المحدث النحوي بقية السلف شَمْسِ الدِّيْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بنِ أبي الفتح البعلبكي الحنبلي، وكان عالما بالفقه والنحو، وله اعتناء بالمعاني وبالرجال، سمع الكثير وكتب الأجزاء، وخرج وأفاد. روى لنا عن الفقيه اليونيني وابن عبد الدائم وطائفة، توفي سنة تسع وسبعمائة بالقاهرة غريبا، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠١".
٧- وسمعت مع الإمام المحدث العابد مفيد الجماعة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن سامة، وكان معنيا بهذا الشأن، فصيح القراءة، كثير الشيوخ، واسع الرحلة خيرا متواضعا، روى لنا عن ابن عبد الدائم، وسمع من أصحاب ابن طبرزذ وهلم جرا، مات في سنة ثمان وسبعمائة عن ست وأربعين سنة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠١-١٥٠٢".
1 / 21
٨- وسمعت بمصر وعرفة مع الشيخ الإمام العالم المقرئ الحافظ المحدث مفيد الديار المصرية وشيخها قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ثم المصري أحد من جرد العناية ورحل وتعب وحصل وكتب وأخذ عن أصحاب ابن طبرزذ فمن بعدهم، وصنف التصانيف، وظهرت فضائله مع حسن السمت والتواضع والتدين وملازمة العلم، مولده سنة أربع وتسعين وستمائة. وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٢".
٩- وسمعت من الشيخ العلامة الفرضي المحدث الصالح شمس الدين أبي العلاء محمد بن أبي بكر البخاري الحنفي، وَكَانَ أَحَدَ مَنْ عُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ وَرَحَلَ وكتب وألف، سمعت منه ووقف أجزاءه بالخانقاه. سمع من أبي الدثنة وطبقته ببغداد، ومن الفخر وطبقته بدمشق ومن ابن خطيب المزة بمصر وسمع بالحرمين وبخارى وماردين وخراسان، وكان عالما متقنا أنيق الكتابة، مات بماردين سنة سبعمائة عن ست وخمسين سنة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ١٥٠٢".
١٠- وسمعت مع الإمام المفيد المحدث العدل الكبير شمس الدين محمد بن إبراهيم بن غنائم المهندس الصالحي الحنفي الشروطي ابن المهندس، وقد سمع الكثير من أصحاب ابن طبرزذ، وكتب العالي والنازل، ثم ارتحل بأخرة إلى مصر، ونسخ الكتب الكبار، وانتقى على جماعة، سمعنا منه، مولده في سنة خمس وستين وستمائة، ومات في شوال سنة ثلاث وثلاثين -أي وسبعمائة- رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٢".
١١- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد المقرئ بقية السلف شيخ الحرم فخر الدين عثمان بن محمد بن عثمان التوزري ثم المصري المالكي، كان قارئ الطلبة بمصر دهرا، قرأ الكتب المطولة، وحصل الأصول، وتلا بالسبع على ابن وثيق، والكمال ابن شجاع، سمع من ابن الجميزي، والسبط، فمن بعدهما حتى أنه أخذ عن ألف شيخ، توفي في ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وسبعمائة بمكة عن ثلاث وثمانين سنة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٢-١٥٠٣".
١٢- وسمعت من الشيخ العلامة المحدث الحافظ الأديب البارع فتح الدين أبي الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمري الأندلسي الأصلي المصري، صاحب التصانيف، ولد سنة إحدى وسبعين في آخرها وسمع من العز، وغازي، وخلائق، ولحق بدمشق ابن
1 / 22
المجاور، ومحمد بن مؤمن، وابن الواسطي وكتب بخطه المنسوب كثيرا، وهو على حاله ثبت فيما ينقله بصير بما يحرره لم أسمع منه شيئا، توفي فجاءة في شعبان في حادي عشرة سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ١٥٠٣".
١٣- وسمعت الكثير مع الشيخ المحدث العالم المفيد شهاب الدين أبي العباس أحمد ابن مظفر ابن النابلسي سبط الحافظ زين الدين خالد، مولده خمس وسبعين، وسمع من زينب بنت مكي، والفخر البعلي، وابن بلبان، وابن الواسطي، والتاج عبد الخالق فمن بعدهم، وأفادني أشياء، وكتبت عنه وشيوخه فوق السبعمائة شيخ، وله حظ من زعارة ونفور من الناس، والله يسامحه فعليه مأخذ لذلك لكنه متثبت متقن، مات في دمشق في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٣".
١٤- وسمعت من الشيخ الأديب العلامة البليغ المحدث المفيد علاء الدين علي بن مظفر بن إبراهيم الكندي الدمشقي كاتب ابن وداعة، ولد على رأس الأربعين وست مائة، وتلا بالسبع على العلم أبي القاسم، وسمع من ابن أبي الحسن، وإبراهيم بن خليل، وابن عبد الدائم، وخلق وكتب الأجزاء، وحصل، ثم تعانى الإنشاء، وخدم، وكان قليل الدين متهاونا بالصلاة، في عقيدته مقال إلا أنه متثبت فيما ينقله علقت عنه، توفي سنة عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٣-١٥٠٤".
١٥- وسمعت من الشيخ المحدث المفيد الفاضل نجم الدين إسماعيل بن إبراهيم بن سالم بن ركاب الأنصاري ابن الخباز المؤدب المفيد أحد من أفنى عمره في الرواية والكتابة، وأخذ عمن دب ودرج، وحصل الأصول، روى لنا عن الشيخ الضياء، وعبد الحق بن خلف، وخطه رديء سقيم، وفهمه بطيء، والله يسامحه مات سنة ثلاث وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة. تذكرة الحفاظ "٤/ ١٥٠٤".
١٦- وسمعت من الشيخ العالم المحدث شهاب الدين أحمد بن النضر بن بناء بن الدقوقي المصري، وكان ممن نسخ الكثير وعنى بالسماع ولم ينجب، حدثنا عن ابن رواح، مات في سنة خمس وتسعين وستمائة وهو في عشر الثمانين، ﵀. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٤".
١٧- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد بقية المشايخ ضياء الدين عيسى بن يحيى بن أحمد السبتي، مات في سنة ست وتسعين -أي وستمائة- عن ثلاث وثمانين سنة، عني
1 / 23
بهذا الشأن مدة مديدة، وسمع بقراءته من ابن المجتلي وابن الصفراوي، وابن المقير، وطبقتهم. وليس بالمكثر ولا الماهر، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٤".
١٨- وسمعت من الشيخ الإمام المحدث المفيد شرف الدين حسن بن علي بن عيسى اللخمي بن الصيرفي، وكان قد طلب وحمل عن ابن رواح، والساوي، وابن قميرة. مات في أواخر سنة تسع وتسعين وستمائة. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٤".
١٩- وسمعت من الشيخ العالم المحدث المفتي بقية السلف أبي الحسن علي بن إبراهيم ابن داود بن العطار الدمشقي الشافعي، صاحب الشيخ محيي الدين النواوي، وهو الذي استجاز لي ولأبي من ابن الصيرفي، وابن أبي الخير، وعدة. وكان صاحب معرفة حسنة، وأجزاء وأصول، خرجت له معجما في مجلد. مات في سنة أربع وعشرين وسبعمائة عن سبعين سنة مرض بالفالج سنين، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٤-١٥٠٥".
٢٠- وسمعت من الفقيه البارع المحدث الأديب نجم الدين موسى بن إبراهيم الشعراوي الحنبلي الشاهد، وكان قد قرأ الكتب الكبار، ودار على الشيوخ ونسخ الفوائد، وسمع من الحافظ الضياء، وإسماعيل بن مظفر، وقرأ على ابن عبد الدائم، وابن أبي عمر، وكان صاحب نوادر ودعابة وفضائل إلا أنه كان يدمج الإسناد ويهيمنه، مات سنة اثنتين وسبعمائة، وله ثمان وسبعون سنة. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٥".
٢١- وسمعت من المحدث العالم العدلي المفيد كاتب الحكم شرف الدين يعقوب بن أحمد بن الصابوني روى عن أحمد بن علي الدمشقي، والنجيب، وابن علاق، وابن أبي الخير، وخلق. ونسخ الأجزاء، وساد في الشروط. مات بمصر في سنة عشرين وسبعمائة عن ست وسبعين سنة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٥".
٢٢- وسمعت من قاضي القضاة الإمام القدوة الزاهد المحدث شمس الدين محمد بن مسلم بن مالك، وسمعت بقراءة جماعة أجزاء، وكان إماما في الفقه والنحو من قضاة العدل، توفي في سنة ست وعشرين وسبعمائة عن خمس وستين سنة بالمدينة النبوية شرفها الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٥".
٢٣- وسمعت من الفقيه المحدث الزاهد البركة أبي الحسن علي بن محمد التركي الختني الشافعي، وقد تفقه وسمع الكثير وكتب الأجزاء، سمع من الفخر علي، وطبقته. ومات كهلا سنة سبع عشرة وسبعمائة، رحمه الله تعالى. تذكرة الحفاظ "٤/ ص١٥٠٥".
1 / 24