335

قصة وقعة الشظبة

قال الراوي: لما حط العدو بالكولة وأقام هنالك هموا بالحرب على ذروة ولا طريق لهم إلى الشظبة وصور لهم من معهم من المشائخ أهل يناعة صورا فاسدة فأمر الأمير الكبير شمس الدين لأهل حصونه، ونهض الأمير أسد الدين، وسار الأمراء الحمزيون إلا الأمير شمس الدين فأقام في المحطة، فدخلوا وادي الشظبة وأقبلوا يخربون دروبها، فلما بلغ العلم إلى ذروة وكان فيها ذلك اليوم الأمير الكبير أبوالمظفر علم الدين سليمان بن يحيى، والأمراء الأجلاء آل يحيى بن حمزة في عسكر عظيم من قبائل همدان فأغار الناس ووقع الحرب إلى قريب من نصف النهار ثم انهزم القوم عن الشظبة هزيمة عظيمة وقتل جماعة من خدم الأمير أحمد بن الإمام المنصور بالله عليه السلام، ومن خدم الأمير يحيى بن الحسن بن حمزة وسلب منهم السلاح وشيء من العدد وراحوا من الشظبة على أشر حال وأقامو بعد ذلك أياما قليلة ثم دخل المتوسط [114ب-أ] بين أسد الدين وبين الأمراء بذروة على النهوض من الظاهر إلى صنعاء وعملوا على حيلة وهو أن مماليك أسد الدين يعصون لم يلحقهم الأمير أسد الدين ليردهم فعملوا على ذلك، فنهضوا حتى بلغ أول الناس نقيل يافث الأميران أحمد بن الإمام المنصور بالله وأسد الدين وبلغ العلم أن مماليك أسد الدين وهم جل العسكر غضبوا، فأظهر أسد الدين الضجر وعاد ليردهم ففهم الأمراء الحمزيون وعلمو أنها خديعة فلحقوه بعسكرهم حتى حطوا جميعا ذلك اليوم في ريدة فطلب الأمراء الحمزيون منه بمن معهم من أهل ظفار للرجوع إلى ظفار قادم لهم الأمراء بذروة ولم يلبث القوم أن نهضوا إلى صنعاء وكل منهم مضمر للحقد على صاحبه.

Page 350