Sirat abn Ishaq

abn Ishaq d. 151 AH
79

Sirat abn Ishaq

سيرة ابن اسحاق

Investigator

سهيل زكار

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م

Publisher Location

بيروت

في داركم فتحمونه، ثم تقذفوني فيه، ثم تطينون على، وإني أنجو من النار غدًا، فقيل: يا فلان فما علامة ذلك؟ قال: نبي يبعث من ناحية هذه البلاد، وأشار بيده نحو مكة واليمنء قالوا: فمتى تراه؟ فرمى بطرفه فرآني وأنا مضطجع بفناء باب أهلي، فقال- وأنا أحدث القوم- إن يستنفذ هذا الغلام عمره يدركه، فما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله ﷿ رسوله ﷺ وإنه لحي بين أظهركم- فآمنا به، وصدقناه، وكفر به بغيا وحسدا، فقلنا له: يا فلان ألست الذي قلت ما قلت، وأخبرتنا؟ قال: ليس به. حدثنا أحمد قال: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة قال: هل تدري عما كان إسلام أسيد «١» وثعلبة ابني سعية، وأسد «٢» بن عبيد، نفر من هذيل «٣»، لم يكونوا من بني قريظة ولا النضير، كانوا فوق ذلك؟ فقلت: لا، قال: فإنه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له ابن الهيبان، فأقام عندنا، والله ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس خيرا منه، فقدم علينا قبل مبعث رسول الله ﷺ بسنين، فكنا إذا قحطنا «٤»، وقل علينا المطر نقول: يابن الهيبان اخرج فاستسق لنا، فيقول لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة، فنقول: كم؟ فيقول: صاعًا من تمر، أو مدين من شعير، فنخرجه، ثم نخرج إلى ظاهر حرتنا، ونحن معه فيستسقي، فو الله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب «٥»، قد فعل ذلك غير [١٠] مرة ولا مرتين، ولا ثلاثة، فحضرته الوفاة، فاجتمعنا إليه فقال: يا معشر يهود ما ترونه

(١) - ضبط في الأصل بضم الألف، هذا وذكر السهيلي في الروض: ١/ ٢٤٧ انه هكذا ورد ضبطها عن ابن إسحق في حين أن كل من يونس بن بكير والدارقطني قد ضبطاها بالفتح. (٢) - في ع: واسيد، وهو تصحيف فقد ورد في الروض: ١/ ٢٤٦- ٢٤٧ مثلما جاء في الأصل هنا. (٣) في الروض: ١/ ٢٤٦ «هدل» وهو تصحيف. (٤) في ع: تحطنا. (٥) في الروض: ١/ ٢٤٦ (حتى تمر السحابة ونسقى) .

1 / 85