Shubuhat al-Qur'aniyyin Hawla al-Sunnah al-Nabawiyyah

Mahmoud Mazroua d. Unknown
83

Shubuhat al-Qur'aniyyin Hawla al-Sunnah al-Nabawiyyah

شبهات القرآنيين حول السنة النبوية

Publisher

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Genres

تجعله ﷺ قدوة وأسوة، كل ذلك يكون مفرغ المعنى، وقد مضى عهد صلاحيته بانتهاء عهد الرسول ﷺ وأصحابه. وهذا ما لا يقول به عاقل. ولا يقولون هم به، ليس لأنهم عقلاء فاهمون، بل لأنهم ينسبون أنفسهم إلى القرآن، ويصفون القرآن بأنه - وحده- صالح لكل زمان ومكان. ولا يدرون أن مِعْوَلَهم الذي شهروه لهدم السنة هو في ذاته مُشْهر لهدم القرآن الذي ينتسبون إليه ظلمًا وزورا، لكن الله - تعالى - حافظ دينه بحفظ كتابه وسنة رسوله، ولو كره الكافرون.
الشبهة السابعة: تقوم شبهتهم هذه على أن الله - تعالى - قد تكفل بحفظ كتابه القرآن. وذلك في قوله ﷿ – ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ (الحجر: ٩) . لذلك ظل القرآن هو الحق الوحيد في دين الله الإسلام، فلم يحرف ولم يبدل، ولم تدخله كلمة ولا خرجت منه كلمة، ولم يرو بغير لفظه ومعناه، أما السنة فلم يتكفل الله - سبحانه - بحفظها، ولذلك داخلتها الموضوعات المحضة من جانب - أي التي لم يقلها الرسول ﷺ لا بلفظها ولا بمعناها - ومن جانب آخر ضاعت ألفاظها ورويت بالمعنى، وذلك فيما لو صح أن الرسول ﷺ قالها. فكان ضياع ألفاظها سببا في عدم معرفة المعنى الذي أراده الرسول ﷺ، حتى ليصح أن يقال إن السنة كلها أضحت موضوعة على رسول الله ﷺ ما كان منها موضوعًا بلفظه ومعناه، وما كان منها موضوع المعنى بسبب ضياع ألفاظه وروايتهم إياه بالمعنى، يقول "برويز":

1 / 83