فلا يزداد باجتماعها قدر ، فتكون كلما (1) اجتمعت كالواحد الذي لا طول له (2) ولا عرض ولا عمق ، فإذ (3) كانت هذه الأجزاء التي لم تتجزأ لا تجتمع اجتماعا يتألف به (4) منها جسم فالجسم (5) إذن غير منتقص إليها. فإذن ليس تنتهى قسمة الأجسام إلى أجزاء لا يمكن أن تنقسم نوعا من القسمة ، وكذلك سائر (6) المقادير ، أعنى السطوح والخطوط. وأى عاقل يرخص فى أن نقول : إن صفحة من أجزاء لا تتجزأ أضاءت (7) عليها الشمس ، أو عرض لها حال من جهة ، فيجب أن تكون الجهة الأخرى بتلك الحال ، أو نقول : إن الصفيحة (8) ليس لها فى نفسها وجهان ، بل الضوء على ما هو وجه الصفيحة (9) والوجه الذي لا يلى الشمس هو ذلك الوجه بعينه ، فإنه إذا أبصر هذا الوجه فقد أبصر ذلك إذ هذا وذلك واحدا. وليس هاهنا هذا وذاك ، فيكون الواقف من جهة من الصفيحة (10) يرى الصفيحة (11) مضيئة من الجهة الأخرى. وقد يجب من وجود الأجزاء الذي لا تتجزأ أن لا تكون دائرة ولا مثلث قائم الزاوية ولا كثير من الأشكال إذ (12) الدائرة توجب أن يكون الطرق الخارج أكبر من طوق داخل يماسه ، والمماس مساو للمماس (13) لا يكون أكبر والمثلث القائم الزاوية إذا كان ضلعاه (14) كل واحد (15) عشرة عشرة كان وتر القائمة جذر مائتين ، وهو إما محال لا يوجد وإما صحاح وكسر وأجزاء (16)، وهى (17) لا تنكسر.
لكنهم يقولون إن : البصر (18) يخطئ فى أمر الدائرة والمثلث ، وإنما هى أشكال مضرسة (19)، ومع ذلك فإنهم لا يدفعون وجود المربع القائم (20) الزوايا مثلا على هذه الصفة ، ليركب من أربعة أجزاء لا تتجزأ ، خط (21) على الاستقامة ولتركب مثله خطوط ثلاثة غيره ، ويوجد (22) منها خط آب ، ولنطبق (23) به على (24) خط ج د ، وحتى لا يكون بينهما (25) سعة شيء وكذلك هز بعد ج د وح ط بعد هز حتى يحدث سطح اط على مذهبهم. فمعلوم أنه ليس يسع بين هذه الأجزاء فى السطح جزء آخر البتة ، فالأجزاء (26) الأربعة التي هى الأول من خط آب والثاني من خط ج د والثالث من خط هز والرابع (27)
Page 190