الدنيا؛ لأن ذلك من دلائل الفناء.
وبينما هم في ذلك إذ سمعوا نفخ الأبواق وقرع الطبول، ثم رأوا موكب أمراء المماليك
البحريين متوجها نحو القلعة، وفي مقدمته كبراء الفرسان بالملابس المذهبة تتلألأ في شعاع
الشمس حتى يكاد بريقها يذهب بالإبصار، وبعدهم هودج شجرة الدر تحمله البغال وقد تجلل بالحرير
المزركش، وأحاطت به الفرسان في أزهى الملابس وأجملها وفيهم حملة الأعلام، ووراءهم كوكبة من
الفرسان أصحاب المزاريق، ثم كوكبة من حملة الرماح، ووراءهم جماهير الناس مشاة على أقدامهم
يموجون كالبحر الزاخر، وفيهم من تبطل وأوقف عمله لمشاهدة موكب الملكة، وهو لا يرجو شيئا من
وراء تلك الخسائر، وإنما يساق العامة إلى ذلك بفطرتهم الساذجة وميلهم الطبيعي إلى مشاهدة
الغرائب، فهم يؤخذون بالظواهر ويتبعون كل ناعق؛ ولذلك كان إجماع العامة على أمر ما لا يدل
على صوابه.
Unknown page