Shahirat Nisa Fi Calam Islami
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Genres
كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
قد وجد على السيدة خديجة حتى خشي عليه، إلى أن تزوج السيدة عائشة بنت أبي بكر بعد ثلاث سنوات من وفاة السيدة خديجة أم المؤمنين.
قالت السيدة عائشة: «كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم
لا يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، وكان إذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا إلى أصدقاء خديجة، فذكرها يوما من الأيام فأخذتني الغيرة فقلت: هل كانت إلا عجوزا أبدلك الله خيرا منها، فغضب ثم قال: لا والله، ما أبدلني الله خيرا منها؛ آمنت إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء، قالت عائشة: فقلت في نفسي: لا أذكرها بعدها بسببه أبدا.» وذكرت ذات مرة فقال: «إنني لأحب حبيبها، الوفاء من الإيمان.»
ها هو حديث السيدة عائشة، كل كلمة منه آية بينة تنطق بعظة بالغة، فليس لي ما أقوله سوى أن من يتأمل قليلا في سيرة هذه السيدة الطاهرة، وفي محبة الرسول لها قبل مماتها واحترام ذكراها بعد وفاتها، يدرك لأول وهلة ما امتازت به من شخصية بارزة ونفس عالية.
كانت تزيد عن النبي
صلى الله عليه وسلم
خمس عشر سنة، ولكنه مع ذلك أنزلها من نفسه المكانة السامية في الحياة، وحفظ جميل ذكرها بعد الممات، فيا لله من تلك الجاذبية الشديدة والشخصية العالية! وهل أستطيع بعد ذلك كله إلا أن أختم سيرتها العبقة بالحديث النبوي الجليل: «الوفاء من الإيمان.»
Unknown page