Shahirat Nisa Fi Calam Islami
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Genres
إن الزمان وما يفنى له عجب
أبقى لنا ذنبا واستؤصل الراس
إن الجديدين في طول اختلافهما
لا يفسدان ولكن يفسد الناس
وكانت في أوائل أمرها تقول البيتين والثلاثة حتى قتل أخوها معاوية ثم أخوها صخر فأكثرت من الشعر، وتغيرت طريقتها في القول وأسلوبها في التفكير؛ لأن المصيبة شحذت قريحتها وصقلت ذهنها فاشتد لمعان أفكارها رونقا وبهاء.
واتفق أهل العلم بالشعر أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها، ويقول الشريشي في كتابه: «إن النساء ليظهر الضعف في أشعارهن إلا الخنساء، فقد فاقت الرجال في قول الشعر.» وعندما عد أبو العباس المبرد شعراء العرب قال عن الخنساء وليلى إنهما فاقا الرجال في متانة الشعر مع تأخر النساء بالنسبة للرجال في أكثر الصناعات، وكان الأصمعي يفضل ليلى على الخنساء ويحاجيه أبو زيد بقوله: «وإن كانت ليلى في أشعارها أمتن لفظا وأعمق معنى، إلا أن الخنساء في مراثيها أعلى روحا.» وكان المبرد تعجبه مراثي الخنساء ويقول عنها: «أمتن المراثي ما كانت مملوءة بالألفاظ المفجعة التي تشعر بمدح المتوفى، فإذا كان النظم موافقا والألفاظ صحيحة والأسلوب رائقا فلا ريب في نفاسة القول إذ ذاك؛ حيث يستفيد المرء ويمتلئ بروح اللذة والإعجاب، وهكذا مراثي الخنساء في مثل هذا الحد من مراتب الكمال.»
كان يضرب للنابغة الذبياني قبة من أدم بسوق عكاظ، فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها، فأنشده الأعشى مرة ثم حسان بن ثابت ثم أنشدته الشعراء والخنساء تسمع.
فسأله حسان عن مقدار شعره ففضل عليه الأعشى فقام حسان غاضبا يقول: «والله لأنا أشعر منك ومن أبيك.»
فقال له النابغة: «يا ابن أخي، أنت لا تحسن أن تقول.»
ثم التفت إلى الخنساء وطلب منها أن تنشده شيئا فأنشدته:
Unknown page