Shahirat Nisa Fi Calam Islami
شهيرات النساء في العالم الإسلامي
Genres
كانت قرة عين والدها والزوجة المحبوبة للإمام علي والأم الحنون للحسن والحسين - رضي الله عنهم، وقد امتازت في صفاتها الثلاثة كابنة وزوجة وأم بمزايا قل أن تجتمع في سواها وبفضائل مزدانة بالجلال والكمال.
كانت حياتها الزوجية مع الإمام علي - كرم الله وجهه - قصيرة جميلة، وكذلك أعمار الورود الجميلة والزهور النضرة، فمضت في ربيع العمر كما تمضي ألوان الغروب وحمرة الشفق بعد أن تترك وراءها ذكريات من الحسن والجاذبية، فتبدل بموتها جمال الربيع وانقلب إلى خريف ممض، لو عاشت سيدة النساء، لما ذكرها المسلمون إلى يومنا هذا باللوعة تتملك أفئدتهم، ولما كنا نتحدث عن أحزان الإمام علي بمثل هذه الشدة.
مثل الشخصيات الماضية نذكرها بالاحترام والإعظام، ونبحث عن أحوالها الخاصة بوضوح وجلاء؛ أملا في تجديد العهد ورغبة في إحياء الاسم، كمثل الصور الشمسية التي نحتفظ بها لرجال نعرف أسماءهم ولا نتذكر أشخاصهم، وكلما تجسمت أشكالهم وأنظارهم وأشباحهم أمام أعيننا ازددنا حبا لهم وإشفاقا عليهم، وكما نعيد في الأذهان ذكريات الأيام الحلوة التي نقضيها في مقتبل العمر كذلك نرى جمالها ماثلا في الذهن ، أما الذين نحفظ في الذاكرة أيام حياتهم بالتفصيل ونستعرض في المخيلة ابتساماتهم ودموعهم وآلام نفسهم، فإننا نذكرهم دائما بشيء من الأسف والحزن يتملك أنفسنا:
ألا إنما الدنيا كأحلام نائم
وما خير عيش لا يكون بدائم
تأمل إذا ما نلت بالأمر لذة
فأفنيتها هل أنت إلا كحالم
فما قيمة المنازعات والمجادلات وأنواع المنافسات؟ ما قيمة كل ذلك ما دامت دنيانا أحلام نائم وما دامت سعادتنا فيها سعادة الحالم.
تاج الرجال
رابعة العدوية رضي الله عنها
Unknown page