Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
حاولت أن أجد كلمات مناسبة كي أقولها، لكنني لم أجد ما يمكن قوله.
همست لي: «معي قلمان.» - «ماذا؟» - «لقد سرقتهما، ولا أحد يعلم بذلك.»
أخرجت قلما أسود من جيبها ورفعت كمها الأيسر، وأخذت تكتب على معصمها: «سيرس مات. ذهبنا إلى «قزوين» ذات صيف ولعبنا الكرة على الشاطئ. كانت هناك ألوان متعددة، ورذاذ الأمواج يتناثر ...» لاحظت وجود المزيد من الكتابة على ذراعها. كانت الكلمات صغيرة لكنها مقروءة. لقد دونت ذكرياتها عن سيرس، وعائلتها، وحياتها.
سألتني: «هل لديك أي ورق؟» - «سوف أحضر لك الورق، ولكن أين كنت؟» - «قريبا لن أجد مكانا أكتب فيه، أرجوك أن تحضري لي بعض الورق.»
أحضرت لها ورقة، لكنها لم تكن كافية، فبدأت تكتب على الحوائط. كانت تكتب نفس الأشياء مرارا وتكرارا عن المدرسة الابتدائية والثانوية التي ذهبنا إليها، والألعاب التي كنا نلعبها، والإجازات الصيفية، ومعلمينا المفضلين، ومنزلها، والحي الذي كنا نقطنه، ووالديها، وكل ما كان سيرس يحب فعله.
عندما حصلنا على الماء الدافئ أخيرا ذات ليلة رفضت سارة الاستحمام. - «سارة، لا بد أن تستحمي؛ فسواء أستحممت أم لا سوف تتلاشى الكلمات. وإذا استحممت يمكنك كتابتها مرة أخرى، أما إذا لم تستحمي فسوف تصبح رائحتك كريهة.» - «الحبر ينفد من أقلامي.» - «سأحضر لك أقلاما جديدة إذا استحممت.» - «أتعدينني بذلك؟»
لم أشأ أن أعدها ما لم أكن متأكدة من قدرتي على الوفاء بالوعد، فذهبت إلى المكتب وشرحت الأمر للأخت مريم، وأخبرتها أن سارة لا تكتب أي شيء له علاقة بالسياسة، بل تدون ذكريات عائلتها فحسب.
أعطتني الأخت مريم قلمين، فهرعت إلى سارة وكأني عثرت على أعظم كنز في العالم.
عندما خلعت سارة ثيابها في غرفة الاغتسال، لم أصدق ما رأيت؛ فساقاها وذراعاها وبطنها مغطاة تماما بكلمات مكتوبة بخط صغير. - «لم أتمكن من الكتابة على ظهري، ولن أستحم إلا إذا وعدتني أن تكتبي لي على ظهري.» - «أعدك بذلك.»
غسلت سارة الكلمات عن جسدها؛ تلك الكلمات التي كانت كتابا حيا يتنفس ويشعر ويؤلم ويخلد الذكرى. •••
Unknown page