Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
بعد أن تلوت عليها السلام سألتني: «هل تؤمنين حقا أن السيدة مريم هي أم الله؟»
أوضحت لها أن المسيحيين يؤمنون بأن الله أراد لابنه المسيح أن يتجسد في رحم السيدة مريم، وأنها ليست امرأة عادية، بل إنها قد خلقت من أجل هذا. - «نحن نؤمن بأن السيدة مريم امرأة عظيمة، لكنها ليست أم الله!» - «لا أطلب منك أن تؤمني بشيء. لقد سألتني عن الحلم الذي رأيته، وأخبرتك به.»
أطرقت برأسها تفكر، ثم قالت: «سأقوم بذلك؛ سأتلو هذا الدعاء، فليس هناك ما أخسره، أليس كذلك؟» •••
بعد يومين أتى علي إلى زنزانتي في فترة ما بعد الظهيرة، ولم يكن هذا معتادا، فهو يأتي دائما في المساء. كنت قد غفوت قليلا واستيقظت فزعة. جلس بجواري، واستند إلى الحائط، وأغمض عينيه.
سألته: «هل أنت بخير؟» - «نعم أنا بخير.»
وطوقني بذراعيه. - «ما الأمر؟»
تنهد وقال: «أحضر الحرس فتاة منذ يومين في السابعة عشرة من العمر تقريبا. ألقي القبض عليها وهي تكتب «الموت للخميني» و«الخميني قاتل» وعبارات مشابهة باستخدام علبة الطلاء على أحد الجدران في شارع «انقلاب»، وعندما ألقي القبض عليها اعترفت بأنها تكره الإمام لأنه تسبب في مقتل شقيقتها الصغرى، وما زالت تردد نفس الكلام هنا. أعتقد أنها فقدت عقلها. أغلظ حامد في ضربها، لكنها ما زالت تردد نفس الكلام، وسوف تعدم قريبا ما لم تلتزم الأدب وتتعاون معنا. هلا تحدثت معها؟ ربما تكون بحاجة إلى طبيب نفسي، لكن هذا لن يحدث. لا تقولي شيئا، أعلم أن هذا ليس عدلا، وأعلم أيضا أنك ربما لا تتمكنين من إقناعها. لا أحب أن أفعل هذا بك، ولكنني لا أرى حلا آخر.» - «سوف أتحدث معها. أين هي؟» - «في مبنى التحقيق. سوف أذهب لإحضارها.» •••
بعد نحو نصف ساعة دفع علي مقعدا متحركا إلى زنزانتي، وكانت الفتاة الجالسة عليه ترتدي شادورا من اللون الأزرق الداكن وتجلس مائلة إلى أحد جانبيه ورأسها يرتكز على أحد كتفيها.
قال علي: «مينا، يمكنك أن تنزعي العصابة الآن.» لكنها لم تتحرك. جذب العصابة من فوق وجهها، ففتحت عينيها قليلا. كانت وجنتها اليمنى زرقاء متورمة، وأدركت أنها لا ترى أو تسمع أو تفهم الكثير، وأن كل شيء يبدو لها كابوسا بلا معنى.
قلت وأنا أنحني أمامها: «اسمي مارينا، وأنا سجينة مثلك. أنت الآن في زنزانة، وسوف أساعدك كي تنهضي من المقعد. لا تخافي، فلن أؤذيك.»
Unknown page