قال «إيبو» ولم يزل متألما من عدم مصافحته له: أووه .. «أوموارو» .. إنني سعيد لقولك «أوموارو»، لكن هذه المدينة تدعى «أوكبيري».
صاح «أكوكاليا»: عد إلى بيتك وإلا حطمت رأسك. - إذا أردت أن تصيح كالثور المخصي فعليك بالانتظار حتى تعود إلى «أوموارو» .. قلت لك إن هذا المكان يدعى «أوكبيري».
قال «إيبو»: إن «أكوكاليا» عاجز، وإن زوجتيه كانتا تذهبان سرا إلى رجال آخرين من أجل إنجاب أطفاله.
وهنا أصبح القتال عنيفا، ولم يكن «إيبو» ندا ل «أكوكاليا»، الذي سرعان ما حطم رأسه، التي غرقت في الدم.
غضب «إيبو»، وأصابه الجنون من الألم وشدة الخجل، وأسرع لالتقاط سلاحه من بيته .. كانت كل نساء وأطفال البيوت المجاورة بالخارج .. ارتفع صراخهم من الرعب، واندفع المارة إلى حيث يتشاجران في محاولة للتوسط بينهما.
تطاير الشرر من عيني «أكوكاليا»، فاندفع داخل الكوخ ملتقطا سلاح «إيبو» من مخزنه، ووسط دهشة الجميع حطمه إلى نصفين بينما كان «أوتيكبو» يهدئ من غضب «إيبو» تجنبا لسفك الدماء. وعندما شاهد الجميع ما عزم «أكوكاليا» على فعله ناشدوا «أوتيكبو» أن يترك الرجل وشأنه.
خرج الرجلان الآخران معا من الكوخ .. اندفع «إيبو» في اتجاه «أكوكاليا»، ثم توقف عما يريد عمله، ولم يكن يعرف أبدا ما إذا كان مستيقظا أم أنه يحلم .. فرك عينيه بظهر يده اليسرى وكان «أكوكاليا» واقفا أمامه، وكان السلاح المنشطر إلى نصفين في مكانه فوق التراب حيث ألقاه «أكوكاليا». - تحرك خطوة أخرى إن كنت رجلا .. نعم إنني كسرته إلى نصفين .. ماذا تستطيع أن تفعل؟ - كان حقيقة إذن ما فعلت .. قالها «إيبو» وظل يلف حول نفسه، ثم دخل كوخه، وعند المخزن ركع على قدميه لإلقاء نظرة قريبة على السلاح، فوجد مكانه فارغا في الدولاب الخشبي، لم تلحقه الرمال بعد.
بكى مرددا: نا .. دو .. نا .. دو .. وراح ينادي أباه المتوفى أن يأتي لمساعدته، ثم نهض وذهب إلى حجرة نومه حيث طال غيابه .. خاف «أوتيكبو» أن يفعل شيئا في نفسه فاقتحم الحجرة، لكن «إيبو» دفعه جانبا وهرع إلى الكوخ حاملا بندقيته المليئة بالرصاص، وعند العتبة ركع على قدميه وصوب نظراته نحو الهدف .. كان «أكوكاليا» يرى الخطر قادما فاندفع إلى الأمام، وبالرغم من أن الرصاصة أصابته في الصدر إلا أنه واصل الجري رافعا سلاحه إلى أعلى حتى سقط أمام العتبة .. لامس وجهه سقف القش المنخفض قبل أن يسقط على الأرض.
صاعقة أصابت كل فرد في «أوموارو» عندما جاءت الجثة. لم يحدث أبدا من قبل أن قتلوا رسول «أوموارو» خارج بلده.
قالوا: لقد قتلوا أحد أبناء عشيرتنا، ولا تهاون أو سماح في ذلك.
Unknown page